للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من رأى الهلال وحده]

اتفقت أئمة الفقه على أن من أبصر هلال الصوم وحده أن يصوم.

وخالف عطاء فقال: لا يصوم إلا برؤية غيره معه.

واختلفوا في رؤيته هلال شوال، والحق أنه يفطر كما قال الشافعي، وأبو ثور.

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوجب الصوم والفطر للرؤية، والرؤية حاصلة له يقينا، وهذا أمر مداره الحس، فلا يحتاج إلى مشاركة.

[أركان الصوم]

للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته:

١ - الامساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

لقول الله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) .

والمراد بالخيط الابيض، والخيط الاسود بياض النهار وسواد الليل.

لما رواه البخاري ومسلم: أن عدي بن حاتم قال: لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود) عمدت إلى عقال أسود، وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: " إنما ذلك سواد الليل، وبياض النهار ".

٢ - النية: لقول الله تعالى: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ".

وقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الاعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ".

ولابد أن تكون قبل الفجر، من كل ليلة من ليالي شهر رمضان.

لحديث حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يجمع (١)


(١) " يجمع " من الاجماع، وهو إحكام النية والعزيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>