للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم إلا من هذا الوجه.

وروى رزين عن علي: أنه كان إذا فرغ من دفن الميت قال: اللهم هذا عبدك نزل بك واتت خير منزول به فاغفر له ووسع مدخله.

واستحب ابن عمر قراءة أول سورة البقرة وخاتمتها على القبر بعد الدفن.

رواه البيهقي بسند حسن.

(١١) حكم التلقين بعد الدفن: استحب بعض أهل العلم والشافعي ان يلقن الميت (١) بعد الدفن، لما رواه سعيد بن منصور عن راشد بن سعد، وضمرة بن حبيب، وحكيم بن عمير (٢) قالوا: إذا سوي على الميت قبره، وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون ان يقال للميت عند قبره: يا فلان قل: لاإله إلا الله، أشهد ان لا إله إلا الله " ثلاث مرات " يا فلان قل: ربي الله، وديني الاسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم ينصرف.

وقد ذكر هذا الاثر الحافظ في التلخيص وسكت عنه.

وروى الطبراني من حديث أبي أمامة أنه قال: " إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فانه يستوي قاعدا. ثم يقول: يا فلان بن فلانة.

فانه يقول: ارشدنا يرحمك الله، ولكن لا تشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد بيد صاحبه، ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته " فقال رجل: يا رسول الله فان لم يعرف أمه؟ قال: " ينسبه إلى أمه حواء: يا فلان ابن حواء ".

قال الحافظ في التلخيص: واسناده صالح، وقد قواه الضياء في أحكامه.

وفي إسناده عاصم بن عبد الله، وهو ضعيف.

وقال الهيثمي بعد أن ساقه: في إسناده جماعة لم أعرفهم.

قال النووي: هذا الحديث وان كان ضعيفا فيستأنس به، وقد اتفق علماء


(١) الميت: أي المكلف.
أما الصغير فلا يلقن.
(٢) هؤلاء تابعيون.

<<  <  ج: ص:  >  >>