الثماني، واستمر حتى مات وهو مدرس بها، وكان له مشاركة جيدة في سائر العلوم قادراً على حل غوامضها. قوي الحفظ. مكباً على الاشتغال حتى سقط مرة عن فرسه. فانكسرت رجله، فاستمر ملقى على ظهره مدة شهرين أو كثر، ولم يترك درسه في المدة، واقتنى كتباً كثيرة، وألف رسالة أجاب فيها عن إشكالات المولى سيدي الحميدي، وكانت وفاته في سنة تسع بتقديم المثناة وعشرين وتسعمائة، ودفن عند مسجده بالقسطنطينية رحمه الله تعالى.
٣٤٧ - بخشي خليفة الرومي: بخشي خليفة المولى الفاضل الأماسي الرومي الحنفي. اشتغل في العلم بأماسة على علمائها، ثم رحل إلى ديار العرب، فأخذ عن علمائهم، وصار له يد طولى في الفقه والتفسير، وكان يحفظ منه كثيراً، وله مشاركة في سائر العلوم، وكان كثيراً ما يجلس للوعظ والتذكير، وغلب عليه التصوف، فنال منه منالاً جليلاً، وفتح عليه بأمور خارقة حتى كان ربما يقول: رأيت في اللوح المحفوظ مسطوراً كذا وكذا، فلا يخطيء أصلاً، ويكون الأمر كما قال، وله رسالة كبيرة جمع فيها ما اتفق له من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكان خاضعاً خاشعاً متورعاً متشرعاً يلبس الثياب الخشنة، ويرضى بالعيش القليل. توفي بعد الثلاثين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
٣٤٨ - برادر الرومي: برادر بكسر الموحدة وبالراء بعدها دال مهملة مفتوحة، ثم راء آخر الحروف المنلا برادر الرومي العثماني الكاتب الفاضل نزيل رواق الأروام بالجامع الأزهر سنين كثيرة. كان فصيحاً في التركية، والفارسية، والعربية، كاتباً، منشئاً، عارفاً، عفيفاً نظيفاً، قنوعاً. توفي بالقاهرة ليلة الثلاثاء ثالث صفر سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة.
٣٤٩ - بركات بن محمد الشريف: بركان بن محمد الشريف أمير مكة وسلطانها. توفي بمكة ليلة الأربعاء رابع عشري القعدة سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، وتولى مكانه ولده أبو نمي بن بركات. ذكره العلائي في تاريخه استطراداً رحمه الله تعالى.
٣٥٠ - بركات بن إبراهيم الأذرعي: بركات بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، الشيخ الإمام الفاضل زين الدين، وقال النعيمي محب الدين الأذرعي الدمشقي العاتكي الشافعي الشهير بابن سقط: ولد في سابع عشر شعبان سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة. قال الحمصي: وكان من أهل الفضل، وكان أحد عدول دمشق. توفي ليلة الجمعة ثاني عشر شوال سنة تسع عشرة وتسعمائة رحمه الله تعالى.