للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جامع الجوزة خارج باب الفراديس بدمشق، قال والد شيخنا: كان له مكاشفات وحالات مع الله تعالى، وكان لا نظير له في الملازمة للخيرات، وتوفي في أوائل المحرم سنة سبع وخمسين وتسعمائة، ودفن بمقبرة باب الفراديس رحمه الله.

[أمير شريف العجمي]

أمير شريف العجمي المكي العلامة في الطب، قدم دمشق سنة تسع - بتقديم التاء - وأربعين وتسعمائة، متوجها إلى الروم وأضافه الشيخ أبو الفتح السيستري قال ابن طولون: وبلغني أنه شرح رسالة الوجود للسيد الشريف، وشرح الفصوص للمحيوي ابن العربي.

[أويس القرماني]

أويس الشيخ الصالح العارف بالله تعالى المرشد إليه الدال عليه الولي الكبير، المعمر القرماني الأبرى الصوفي الخلواتي الحنفي، صاحب الخلفاء والأتباع، كان في ابتداء أمره فلاحاً بأبر بفتح الهمزة والموحدة وبراء قرية من قرى قرمان، وكان أمياً لا يقرأ، ولا يكتب فحصلت له جذبة، ثم لحق بخدمة الشيخ محمد بن محمد بن جلال الدين الأقصرائي الصوفي، فتعلم عنده القرآن، وتعبد وجاهد بنفسه، ودخل الخلوة حتى قيل: أنه فاق بسبب الرياضة على خليفة الأقصرائي محيي الدين البكري بفتح الموحدة والكاف، وكان المذكور من علماء الظاهر، وتلقن الشيخ أويس الذكر من أستاذه المذكور، كما تلقنه من مير الأرزنجاني، وتلقنه الأرزنجاني من السيد يحيى بسنده المشهور، وصار من جملة خلفائه، إلى أن كثرت أتباعه، وشاع ذكره، فدخل إلى بلد القصير، واستوطن بقرية جوالة، ثم قدم حلب فرفع إلى قلعتها، هو وخليفته الشيخ شمس الدين أحمد بن محمود الرومي، لما نسب إليهما من دعوى أن شخصا يسمى حامد الهندي يكون مقدمة المهدي يخرج من بين أظهر الأويسية، ومن دعوى أن الشيخ عبد القادر الجيلي، لم يكن ولياً بل كان رجلاً صالحاً، وبقي خليفته الشيخ داود، في شرذمة من المريدين بالطرنطائية داخل باب الملك، إلى أن أطلق الشيخ من القلعة، ثم استوطن الشيخ أويس، وخليفته الشيخ داود دمشق، وخليفته الشيخ شمس الدين بعلبك، وتوفي الشيخ أويس بدمشق سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، عن سن عالية يكاد أن يبلغ المائة رحمه الله تعالى.

[إياس باشا الوزير]

إياس باشا الوزير الكبير والمشير، السامي مقامه على الأثير، الوزير الأعظم، للسلطان المفخم، سليمان خان بن عثمان كان كافلاً لدمشق بعد جان بردي الغزالي، وكان له سيرة حسنة، وسياسة مستحسنة، خالط فيها العلماء، وتودد إلى الصلحاء، وكان من أكبر المحبين لشيخ الإسلام الجد الشيخ رضي الدين الغزي وحضر إلى بيته زائراً معتقداً متبركاً، واستمرت المودة بينه وبين الشيخ وولده شيخ الإسلام والدي، ثم وضع جواريه

<<  <  ج: ص:  >  >>