سيدي أبو الحسن ابن الشيخ العارف بالله تعالى، سيدي أبي العباس الغمري المصري الشافعي الصوفي، رأى الشيخ محمد الشناوي في منامه، أن نخلة في جامع الغمري قطع رأسها، فطلع لها رأس في الحال، فأول ذلك أن سيدي أبا الحسن يخلف أباه، فكان كذلك قال الشعراوي: جاورت عنده ثلاثين سنة ما رأيت أحداً من أهل العصر على طريقته في التواضع والزهد وخفض الجناح، وكان يقول: إذا سمع أحداً يعد ذهباً يضيق صدري، وكان لا يبيت وعنده دينار ولا درهم، ويعطي السائل ما وجد حتى قميصه الذي عليه، وكان يخدم في بيته ما دام فيه، ويساعد الخدام يقطع العجين، ويغسل الأواني، ويقد تحت القدر، ويغرف للفقراء بنفسه، وكان شديد الحياء لا ينام بحضرة أحد أبداً ويقول: أخاف أن يخرج مني ريح وأنا نائم، وكان حمل المعاشرة خصوصاً في السفر لا يتخصص بشيء عن الفقراء، وكان كثير التحمل للبلاء لا يشكو من شيء أصلاً، وكان حلساً من أحلاس بيته لا يخرج منه إلا للصلاة وقراءة الجزء أو حاجة ضرورة، وإذا خرج ترك الأكل والشرب لئلا يحتاج إلى قضاء الحاجة في غير منزله، مات - رضي الله تعالى عنه - في سنة تسع - بتقديم التاء - وثلاثين وتسعمائة، ودفن عند والده في المقصورة أخريات الجامع التي من إنشاء أبيه سيدي أبي العباس الغمري رضي الله تعالى عنه. محمد بن أحمد الرملي: محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن نصر الشيخ أبو الفضل الرملي، أحد العدول بدمشق، والإمام بالجامع الأموي شريكا للشيخ تقي الدين القاري، ذكر ابن طولون أنه كان حسن السياسة، وكان يرجع إليه الناس في المحكمة الكبرى، توفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسعمائة عن دنيا واسعة، ومتاجرات، ووظائف قال ابن طولون، وكثر الثناء عليه، واستقر الإمامة عليه بإشارة الأفندي ثم في يوم الجمعة، وصل مكتوب الأمير علي باك الدفتر دار بحلب لشيخ الإسلام الوالد البدر الغزي، وفيه أنه الإمامة عن الشيخ أبي الفضل الرملي، فباشرها شريكه العلامة الشيخ تقي الدين القاري.
[محمد بن أحمد البكائي]
محمد بن أحمد المولى محمد شاه ابن المولى شمس الدين البكائي الحنفي، أحد الموالي الرومية، كان فاضلاً محققاً مشتغلاً بنفسه لا يذكر أحداً بسوء، قرأ على جماعة ثم صار معيداً لدرس المولى علي الجمال المفتي، ثم صار مدرساً بمدرسة مراد باشا بالقسطنطينية، ثم ترقى إلى إحدى المدارس الثماني، ومات على ذلك في سنة إحدى وأربعين وتسعمائة.