للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عراق، وأخذ عنه الطريق، ولزمه نحو عشرين سنة حتى صار من أهل المعرفة، وصار ينظم المنظومات في المعارف، وينشدها في مجالس السماع عنده، ثم دخل مصر فاجتمع بالشيخ شاهين الجركسي، ولقي جماعة من الصوفية نحو المائة. قال ابن الحنبلي: وقد صحبناه بحلب سنة أربع وستين، ثم كان سفره إلى بلاده، ثم توفي بحصن كيفا سنة تسع بتقديم التاء المثناة وستين وتسعمائة رحمه الله تعالى.

[يوسف السنبكي]

يوسف بن زكريا، الشيخ العلامة الصالح جمال الدين ابن شيخ الإسلام القاضي زين الدين زكريا الأنصاري، السنبكي أجاز ابن كسبائي في أواخر سنة تسع وسبعين بتأخير السين في الأول، وتقديمها في الثاني وكان ممن أخذ عنه صاحبنا الشيخ شمس الدين محمد ابن الجوخي الشافعي، وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراوي أنه ربي في نزهة وطاعة، وعدم الخروج عن دار والده قال: وقد اجتمعت به بعد أن دارت لحيته، فقال: طول عمري ما خرجت من الدار، ومقصودي أنظر بين القصرين، وباب زويله، فقلت له: إن شاء الله تعالى يشرب الشيخ يعني والده دواء وأمشي معك إلى ما ذكرت، فإن الشيخ كان لا ينفك عن مطالعة العلم، والتأليف يوماً واحداً من حين كف بصره، قال: فمرض الشيخ، وشرب دواء، وخرجت معه إلى ما طلب، فرأى الكنافة، فصار يتعجب ويقول: ما كنت أظن أن الكنافة تعمل إلا في رمضان. ثم قال: مقصودي أرى البحر، فإني ما رأيته في عمري ولا المراكب قال: فخرجت معه لما مرض الشيخ ثاني مرة، فصار يتعجب قال: ثم بعد موت والده لازم خلوة والده في النهار، فلا يركب إلا لزيارة والده، وللبيت، ولا يتردد لأحد مطلقاً، وهو ممن جبله الله تعالى على الأخلاق الحميدة، وضبط الجوارح. درس في المدرسة الصالحية بجوار الإمام الشافعي، ثم ذكر إنه حضر معه على والده في شرح رسالة القشيري له، وشرح آداب القضاء، وآداب البحث، وشرح التحرير وغير ذلك، وتوفي كما أخبرني صاحبنا الشيخ محمد الجوخي في سنة سبع وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى.

[يوسف بن حسن]

الشيخ الإمام العلامة جمال الدين زين الدين الحلبي، المعروف بابن حسن ليه الحلبي الشافعي، مولده كما قرأته بخطه في إجازة شيخنا الشيخ محمود البيلوني سنة إحدى وتسعمائة، ودخل دمشق، وأخذ عنه علماؤها، وأخذ عن الشيخ شمس الدين محمد بن شعبان الديروطي، المصري في سنة أربع وتسعمائة، وتفقه بالبرهان العمادي، وشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد البرلسي الشافعي نزيل جامع منكل بغا بحلب، وكانت وفاته كما قرأته بخط شيخنا البيلوني بعيد الظهر يوم الأحد

<<  <  ج: ص:  >  >>