رجب بن علي بن الحاج أحمد بن محمود، الشيخ العلامة زين الدين اليعفوري، الحموي، الشهير بالعزازي الشافعي، وهو جد صاحبنا العلامة تاج الدين القطان النحوي الشافعي لأبيه كان - رحمه الله تعالى - ممن تلمذ للشيخ العلامة شمس الدين البازلي الكردي، والحموي، ثم أخذ بمصر في سنة ثلاثين وتسعمائة على الشيخ العلامة المسند عبد الحق السنباطي كتب الحديث، وتفقه به وبالشيخ العلامة شمس الدين النشلي، والشيخ العلامة شهاب الدين الرملي وغيرهم، ثم دخل إلى دمشق، فقرأ على شيخ الإسلام الوالد في المنهاج للنووي مقسماً سنة خمس وثلاثين وتسعمائة شركة العلماء شمس الدين الجبرني، والعلامة عبد القادر الصهيوني، والعلامة إبراهيم اليمني تقسيماً كاملاً، وكان الشيخ رجب هو القارىء في الأول، ثم حضر تقسيم الحاوي أيضاً على الشيخ الوالد بقراءة العلامتين شمس الدين العجلوني، وعلاء الدين بن أبي سعيد الحموي، ثم أخذ معهما قسما ثالثاً، ثم قرأ عليه في ألفية ابن مالك تقسيماً أيضاً، واعتنى بجمع المهم من فتاوى شيخ الإسلام الوالد، فجمع منها ثلاث مجلدات، وحضر عند الشيخ أيضاً في دروس الشامية وغيرها من الدروس العامة في الرافعي الكبير والروضة، ثم عاد إلى بلده حماة، واستقر بها مفتياً مدرساً مع مكاتبة إلى شيخ الإسلام الوالد، ومراجعة في كثير من المسائل، وكان مخلصاً في صحبته ومصافاته، وكان شيخ الإسلام يترجمه بالفضل والصلاح، وفي تاريخ ابن الحنبلي أنه مر بحلب سنة إحدى وخمسين متوجهاً إلى إسلام بول لعزله عن تدريس عصرونية حماة، وأنه أنشده أو زار ... لشيخ الإسلام بهاء الدين الفصي البعلي الشافعي:
إن سار عبدك حيث سرت تواضعاً ... لجلال قدرك ما تعدى الواجبا
فلئن تأخر كان خلفك خادماً ... ولئن تقدم كان دونك حاجبا
ثم توجه مرة أخرى إليها، فتوفي بالقسطنطينية في المحرم سنة ستين وتسعمائة، ودفن بالقرب من ضريح أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه.