الدين بن الاخنائي الدمشقي الشافعي، قال والد شيخنا: كان من العلماء والفضلاء والرؤساء، وكان يمسك زمام الفقهاء، ويلبس أجمل الثياب وأفخرها، ويركب الخيل الحسان، أحد قضاة العدل، اشتغل أولاً على الشيخ العلامة برهان الدين بن المعتمد، ورافق تقي الدين القارىء عليه وعلى غيره في الاشتغال، وكان يحضرنا في الدروس على السيد كمال الدين ابن حمزة، له مهابة ودعابة مع سكينة ووقار، توفي ليلة الأربعاء سابع شهر رجب الفرد سنة أربع وخمسين وتسعمائة وصلي عليه في الجامع الأموي ودفن بتربة المعمورة على الطريق الآخذ قبلة بغرب إلى جامع جراح.
[إبراهيم بن فخش الصونسوي]
إبراهيم بن بخش بالموحدة بن إبراهيم الصونسوي الحنفي المشهور بدده خليفة مفتي حلب قيل: كان في الأصل دباغاً فمن الله تعالى عليه بطلب العلم، حتى صار من موالي الروم، وهو أول من درس بمدرسة خسرو باشا بحلب، وأول من أفتى بها من الأروام قال ابن الحنبلي: صحبناه فإذا هو مفنن ذو حفظ مفرط حتى ترجمه عبد الباقي المقريء، وهو قاضيها بأنه انفرد في المملكة الرومية بذلك مع غلبة الرطوبة على أهلها واستيلاء النسيان عليهم بواسطتها. قال: وذكر هو عن نفسه أنه لو توجه إلى حفظ التلويح في شهر لحفظه، إلا أنه كان واظب على صوم داود عليه السلام ثماني سنوات، فاختلف دماغه، فقل حفظه، ولم يزل بحلب على جد في المطالعة وديانة في الفتوى حتى ولي منصب الإفتاء بإزنيق من بلاد الروم.
وكان يقول: لو أعطيت بقدر هذا البيت ياقوتا ما حلت عن الشرع شبراً، وألف رسالة في تحريم اللواط، وأخرى في أقسام أموال بيت المال وأحكامها ومصارفها وثالثة في تحريم الحشيش والبنج.