للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووالله أن الشافعي ومالكاً ... وأحمد والثوري أيضاً ونعمانا

ومن جاء يقفو أثرهم متمسكاً ... بهديهم المنصوص نصاً وقرانا

يرون جميعا حظر ذا اليسق الذي ... يراه قضاة العصر شرعا وميزانا

وهذا وإن المنكرات التي فشت ... وأظلم منها الشام ريفاً وبلدانا

وعادت بها الأخيار سكرى وصيرت ... شرار الورى يسطون بغياً وطغيانا

أعلت وأبكت واسطاً وشرارها ... وفتتت الأكباد سناً وأبدانا

وقد شاع أن الله أرسل عبده ... الموفق سلطان البرايا سليمانا

لغوث رعايا قد دهتهم مصائب ... وهدت من الدين الحنيفي أركانا

فكيف وإني كان هذا وشبهه ... وسلطاننا من أكمل الناس إيمانا

فهنا سؤالي ثم إني ضارع ... يديم إله العرش ملك ابن عثمانا

وأختم نظمي بالصلاة مسلماً ... على المصطفى المختار من نسل عدنانا

توفي ليلة الاثنين ثاني المحرم سنة ست وثلاثين، وتسعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير جوار بلدية شيخ الإسلام، شمس الدين البلاطنسي، المعاصر لابن شهبة وقبرهما في آخر التربة من جهة الشمال.

[أبو بكر بن محمد القاري]

أبو بكر بن محمد بن يوسف، الشيخ الإمام العلامة المحقق، المدقق، الفهامة، شيخ الإسلام الشيخ تقي الدين القاريء، ثم الدمشقي، الشافعي. أخذ عن البرهان ابن أبي شريف، والقاضي زكريا وغيرهما من علماء مصر، وبالشام عن الحافظ برهان الدين الناجي وغيره، وتفقه على شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي عجلون، وابن أخته السيد كمال الدين بن حمزة، والشيخ تقي الدين البلاطنسي المتقدم قبله، وكان يترجمه ويثني عليه، ويقول: هو أعلم جماعتنا الآن. ولي إمامة المقصورة بالأموي شريكاً للقاضي شهاب الدين الرملي، ثم لولده الشيخ أبي الفضل، ثم لشيخ الإسلام والدي، وولي نظر الحرمين وغيره، وولي تدريس الشامية البرانية آخراً، ولزم المشهد الشرقي مدة يسيرة، واخترمته المنية بالجامع الأموي بعد شيخه شيخ الإسلام التقوي ابن قاضي عجلون، وردت المشكلات إليه، وعكفت الطلبة عليه، وكان ممن أخذ عنه شيخ الإسلام شهاب الدين الطيبي، والشيخ العلامة علاء الدين بن عماد الدين، وتزوج بنت مفتي الحنفية الشيخ قطب الدين ابن سلطان الحنفي، ورزق منها ابناً. مات بعده بمدة يسيرة، وكان محققاً مدققاً واقفاً مع

<<  <  ج: ص:  >  >>