وأضلعي تحني على جمر الغضا ... وما الشرار غير قلبي الطائر
ومقلتي تعثرت دموعها ... لأنها تجري على محاجري
والنوم لا أعرف منه سنة ... في سنة إلا بحكم النادر
فكتب إليه الشيخ في صدر مطالعة ما جوابه:
وافى كتاب من حبيب حاضر ... في وسط قلبي غائب عن ناظري
فغدا فؤادي راقصاً بقدومه ... وبكت عيوني فرحة بالزائر
ونهضت إجلالاً له ووضعته ... حملاً على رأسي وفوق ضمائري
ورفعته فوق الخدود وصنته ... عن حر دمع قد جرى بمحاجري
وفضضت مسك ختامه عن روضة ... غناء ذات خمائل وأزاهر
وجنيت من ألفاظه تبراً ومن ... رياه طيب أريج زهر ناضر
ولقطت من منثوره دراً ومن ... منظومه عقداً بديع جواهر
لم لا ومنشيه مليك بلاغه ... فنسبه من بيت سعد طاهر
مولى يكاتب عبده والعبد في ... رق الولاء بباطن وبظاهر
ما أن يرى لوداده من أول ... كلا ولا لولائه من آخر
كان صاحب الترجمة يتلطف، فيكتب في إمضائه حسن بن عبد المحسن، ويقال له عند أهل البديع: الإشتقاق، ويقال: جناس الإشتقاق. توفي بالقسطنطينية سنة أربع وسبعين بتقديم السين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[حسن بن يوسف]
أحد مولى الروم
الموالى الزاهد الصمداني، أحد موالي الروم. اشتغل بالعلم، وخدم المفتي أبا السعود، ومات في أدرنه عاشر ذي الحجة في سنة خمس وسبعين بتقديم السين وتسعمائة بالرعاف رحمه الله تعالى.
[حسن السهاوي]
حسن الشيخ العلامة الورع، الشيخ صدر الدين السهاوي بضم المهملة المصري. وكان فقيهاً صوفياً مؤثراً للعزلة لا يخرج إلا للتدريس، أو لصلاة الجماعة صواماً، قواماً، متحملاً. أخذ الفقه عن الشيخ نور الدين الطرابلسي، والشيخ شهاب الدين الشلبي، وزوجه بنته، وأجازه بالإفتاء والتدريس، وأخذ عن الشيخ شرف الدين المالكي المقيم بزاوية الخطاب بالقاهرة، وأخد التصوف عن سيدي أبي السعود الجارحي، وأثنى عليه الشعراوي في طبقاته، وتأخرت وفاته عن وفاته رحمه الله تعالى.