الحاوي بتمامه، وسمع عليه النصف الأول وقرأ عليه غير ذلك من مؤلفاته، وغيرها، وكان من الفضلاء البارعين ذا يد في الأصول، والفقه، ومشاركة جيدة في البيان، والنحو، والمنطق، وغير ذلك، مع إطراح زائد، ولما دخل الزين عبد اللطيف بن أبي كثير المكي دمشق صحبه واختص به، ثم ذهب معه إلى مصر ثم فارقه ابن أبي كثير، وعاد إلى دمشق، ثم انقطع بها مدة ومات بها سنة أربعين أو إحدى وأربعين وتسعمائة.
[علي بن محمد الكنجي]
علي بن محمد بن أحمد الشيخ العلامة، علاء الدين ابن الشيخ شمس الدين الكنجي الدمشقي الشافعي، مولده سنة تسعين - بتقديم التاء - وثمانمائة بالقدس الشريف، وكان بارعاً في كثير من العلوم، فاضلاً صالحاً مباركاً خيراً ديناً كأبيه شيخ الإسلام كثيراً، وهو من هذه الطبقة.
[علي بن محمد الحميدي]
علي بن محمد السيد علاء الدين الحسيني العجلوني، ثم البروسوي، المعروف بالحديدي خليفة الشيخ العارف بالله تعالى أبي السعود الجارحي صاحب الزاوية المشهورة بكوم الجارح بالقاهرة توطن بروسا من بلاد الروم نحو ثلاثين سنة، ثم حج وعاد إلى القاهرة، ودخل مصر وحلب سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وكان له عبث بعلم الوفق والأسماء وصناعة الكيمياء، وكان له أسانيد عالية، وذكر ابن الحنبلي عنه أن شيخه أبا السعود الجارحي هو الذي بعث إليه السلطان سليم يستأذنه خفية مع بعض خواصه في أخذ مصر، فلم يتكلم، وإنما أخرج له رغيفاً عليه سلك، فأوصله الرسول إليه، ففهم منه الإذن قال: وكان السلطان طومان باي يعتقد الشيخ أبا السعود، ويلازم زاويته، فلما قدم السلطان سليم مصر وأرإد إمساك طومان باي جاء أعوانه، فأحاطوا بالزاوية، ودخلها قوم منهم، فلم يجدوا طومان باي، وكان الشيخ بين أظهر المريدين، فلم يروه، وكان كأنه لم يكن، فلما لم يظفروا بطومان باي، ولا بالشيخ وقعوا في المريدين والفقراء ضرباً، فإذا الشيخ بين أظهرهم، فحملوه إلى السلطان سليم، فإذا هو الآذن له في أخذ ملك مصر، فخلى سبيله، ومات صاحب الترجمة في حدود هذه الطبقة.