منصور بن الفريخ، والأمير علي بن الخرفوش، والأمير عساف، وآخرون من الأمراء، فلما دخل بهم إسلام بول رأى السلطان مراد قانصوه، وهيئته، وشيبته، ونورانيته، فأطلقه مكرماً، وأبقى عليه إمارة الحاج، فرجع إلى الشام، وباشر إمارة الحاج، ثم أعطى صنجق عجلون لرجل من الترك يقال له: أبو سيفين، فلما توجه إلى عجلون عين معه الوزير سنان باشا، وكان يومئذ نائب الشام ماية ينكجري، وأمرهم بالقبض على قانصوه أو قتله، فصار بينهم وبين جماعة قانصوه حرب، فقتل أبو سيفين، وقتل معه نحو خمسة عشر ينكجرياً سوى غيرهم من جماعة أبي سيفين، ورجع الباقون إلى دمشق، وهرب قانصوه وأولاده، وأعيان جماعته، ثم لما عزل سنان باشا من الوزارة العظمى ثانياً في عاشر شوال سنة تسع وتسعين بتقديم التاء المثناة فيهما. ووصل خبر عزله إلى بلاد الشام توجه الأمير قانصوه، ومعه ولده الأمير أحمد على البرية إلى الروم، فدخل إلى إسلام بول في خامس عشر ذي الحجة، فحصل له من السلطان مراد خان الرعاية التامة، وخلع عليه واستمر ثمة إلى أن توفي سنة ألف في غرة المحرم، ثم أعطى ولده أحمد نيابة عجلون، ووصل الخبر إلى دمشق رابع عشري المحرم المذكور رحمه الله تعالى.
[قباد باشا أمير حلب]
قباد باشا ابن رمضان أمير أمراء حلب والد سليمان باشا كان له شهامة زائدة، وحرمة وافرة على مماليكه، وخدمه. أرسل شخصاً أعجمياً إلى ما وراء أصفهان لإحضار طائر السمرمر بسبب جراد مهول حصل بالبلاد الحلبية، وخيف عوده، فذهب وأتى بالطائر في سنة أربع وستين وتسعمائة، فخرج إلى لقائه أهل حلب، ودخلوا به بالتهليل والتكبير كما وقع مثل هذا في سنة تسع وخمسين وثمانمائة كما ذكره أبو ذر في تاريخه، وأمر قباد باشا بجمع الجراد، فجمع الناس منه بضبط قاضي حلب إذ ذاك مائة ألف كيل، ثم فاجأهم عزله، وصار عند عزله فتنبه بسبب حكم أظهره بعض أهل حلب بالتفتيش على صوباشيه بسبب الجراد إلا أن الله تعالى كفى شرها، ولم يؤرخ ابن الحنبلي وفاته.
[قودر أفندي]
قودر أفندي قاضي قضاة دمشق، أحد موالي الروم. تولى قضاء الشام بعد ابن أبي السعود المفتي في صفر سنة تسع بتقديم التاء المثناة وستين وتسعمائة، وكان قليل العلم إلا أنه كان وافر الحرمة، عفيف اليد عن أخذ ما سوى المحصول من أموال الناس، واستمر إلى أن مات بها في صفر سنة إحدى وسبعين بتقديم السين وتسعمائة وصلى عليه شيخ الإسلام الوالد إماماً، ودفن بباب الصغير رحمه الله تعالى.