يحيى بن حسن، وهو سبط الشريف زين الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الجعفري، الحنفي، الشيخ الفاضل العالم العامل أبو زكريا ابن قجا، المعروف بالخازندار الحلبي إمام الحنفية بالجامع الكبير بحلب، اجتمع بالشيخ الوالد في رحلته إلى الروم، وذكره الشيخ في المطالع البدرية. فقال بعد أن أحسن في ترجمته: سلم علينا بالجامع، وتودد وأسرع إلى تقبيل يدي وما تردد، فأجللت عن ذلك مقامه، وضاعفت حسن تلقيه وإكرامه انتهى.
قال ابن الحنبلي: وكان ديناً، خيراً، قليل الكلام، كثير السكينة. أخذ الحديث رواية عن الزين بن الشماع، وعن التقي بن أبي بكر الحيشي. قال: وكانجده قجا فيما سمعت من مسلمي التتار الأحرار الذين لم يمسهم الرق، وكان خازندار عند يشبك اليوسفي الجركسي كافل حلب. قيل: وكان من خير جده هذا أنه فرق ذات يوم أشياء من الصدقات على الفقراء، فدخلت عليه امرأة، فدفع لها شيئاً، وطلب منها أن تدعو له بالحج، والموت بأرض الحجاز، ففعلت وكان دعاؤها مقبولاً، فحج ومات بمكة، ودفن عند قبر خديجة أم المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - وتوفي صاحب الترجمة في سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة.
[يحيى بن أبي جرادة]
يحيى بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد الشيخ شرف الدين العقيلي، الحلبي، الحنفي، المعروف بابن أبي جرادة. نسبة إلى أبي جرادة حامل لواء أمير المؤمنين علي - رضي الله تعالى عنه - يوم النهروان، وكان اسم أبي جرادة عامراً، وكان الشيخ شرف الدين حسن الشكل، نير الشيبة، كثير الرفاهية، ولي نظارة الشاذبختية والمقدمية وغيرها بحلب. مولده سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، ووفاته سنة أربع وخمسين وتسعمائة.
[يحيى بن موسى الأردبيلي]
يحيى بن موسى بن أحمد، الشيخ شرف الدين الأريحاوي، الحلبي المولد، الأردبيلي الخرقة، الشهير بابن الشيخ موسى. خالط الصوفية كالشيخ علوان، والكيزواني، والشيخ محمد الخراساني العجمي، ونال الحظوة عند أكابر الناس، وأمرائهم حتى تردد إلى منزله بعض قضاة حلب، ونوابهم في الدولة العثمانية، وصار له مريدون يترددن إليه بزاويته المجاورة لدار سكنه داخل باب قنسرين، وخلف خلقاً بالقرى، وكان قد طالع شيئاً من كتب الفقه، وكلام القوم، وداوم هو ومريدوه على الأوراد، وجعل من جملة أوراده أبيات السهيلي التي أولها: