والأغوات فتعرض في خطبته للظلم، وتحريم القهوة فغضب لذلك، وعقد عليه مجلساً فيه الشيخ أبو الفتح المالكي والشيخ نجم الدين البهنسي، وحصل للشيخ يونس فيه نوع أنصاف من القاضي لم يكن راضياً عن الشيخ بسبب تشديده في الظلم، وتعرضه له وللباشا، وعمر مصطفى باشا الخان، والحمام في سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وقال الشيخ أبو الفتح المالكي مؤرخاً لعمارة حمامه:
لما كملت عمارة الحمام ... وازداد به حسن دمشق الشام
نادت طرباً وأرخت منشدة ... حمامك أصل راحة الأجسام
[معروف الصهيوني]
معروف القاضي نور الدين، الصهيوني، الشافعي. قال الشيخ يحيى بن النعيمي كما قرأت بخطه: ميلاده كما أخبرني بلفظه في ذي الحجة سنة خمس وتسعين بتقديم التاء المثناة وثمانمائة، وكان من الفضلاء البارعين، والعلماء الفارغين. أعطي تدريس الشامية البرانية عوضاً عن البرهان ابن جماعة في سنة أربعين وتسعمائة، ومن شعره مؤرخاً لترصيص الجامع الأموي في سنة أربع أو خمس وأربعين وتسعمائة، ومادحاً لمن كان على يديه، وهو الدفتر دار بدمشق إذ ذاك:
سموت أوج المطلع البارع ... فنلت منه أسعد الطالع
وجئت ديوان العلا كاملا ... وكنت دفتر دار النافع
يا مالكاً قال لسان النهى ... عنه حديثاً أعجب السامع
حسبي من الفخر إذا أنصفوا ... وأرخوا ترصيصي الجامع
مولاي دامت بالهنا والمنى ... أوقاتكم ونورها ساطع
وقال أيضاً:
دفتردار عصرنا ... سر الكمال خصصه
أرخت بيتاً مفرداً ... له بخير أخلصه
الجامع الأموي الذي ... سعدي أفندي رصصه
ومن شعره:
كم قد ملأت من الدنيا وزخرفها ... يدي وأنفقته، والله يخلفه
المال ما كان لي إحراز لذته ... وأجره ولغيري ما أخلفه
ومن الطف ما وقع لشيخ الإسلام الوالد أنه خرج إلى منتزه بالنيرب من صالحية دمشق