والسماع، ويكتب النشر والحجب على طريقة أهله المعروفة، وكان له الكشف التام والكرامات الكثيرة، وكان له سخاء وقرى للورادين على عادتهم سمعت الأستاذ العارف بالله تعالى، الشيخ أحمد ابن الشيخ أبي بكر العاتكي، المعروف باليتيم. كان من فقراء المذكور، ومن خلفاء أخيه، الشيخ سعد الدين. يقول: من أراد أن يطلع على كرامات بني سعد الدين وخوارقهم، فإن لهم كرامتين ظاهرتين السفرة والحلقة، أما السفرة فإنها موضوعة لكل وارد عليهم من أمير أو فقير، وأما حلقتهم فإنها سالمة من المنكرات لا يحضر فيها أمرد، ولا يثبت فيها متصنع، ولا لاعب، وقد رأيت لبعض الفضلاء أبياتاً في مدح الشيخ أحمد مؤرخة في شهر رجب سنة إحدى وستين وتسعمائة وهي:
يا سائق الأظغان في البيداء ... والصبح شق غلالة الظلماء
ناشدتك الرحمن يا حادي إذا ... وافيت وادي جلق الفيحاء
وبدت قباب كالعرائس تنجلي ... عجباً، فعج بالقبة البيضاء
واقصد لباب الله، وادخل في الحمى ... وابسط بساط مسرة وهناء
وانزل بقوم لا يضام نزيلهم ... نسل الكرام، وملجأ الغرباء
هم آل سعد الدين بيت طاهر ... ولهم كرامات، وحسن ثناء
وبدا شهاب الجود منهم في الورى ... بمكارم، فمنهل كالأفواء
شيخ الشيوخ ومن تسمى أحمداً ... وسما على العباد والصلحاء
مولى جليل القدر زاك أصله ... ذو نسبة فاقت على النسباء
كم من صريع قد أقام بحاله ... والسر يسري منه للفقراء
في سائر الأقطار شاع حديثه ... بمكارم جلت عن الإحصاء
والله يبقيه ويبقي أهله ... ما لاح برق مشرق بسماء
توفي - رحمه الله تعالى - يوم الجمعة من شهر شعبان المبارك سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وأخلف عنه في المشيخة أخوه الشيخ سعد الدين، وصلى عليه قاضي القضاة محمد بن عبد الكريم في جمع كثير، وجم غفير، ودفن بتربة الشيخ تقي الدين الحصني خارج باب الله.
[أحمد بن حسين البيري]
أحمد بن حسين بن حسن بن عمر، الشيخ العلامة