أني سألته يوما كيف وجدتم من بالبلدة من العلماء. فقال: أكثر من بالبلدة بلداء. انتهى. وكانت وفاته بالقسطنطينية سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.
[عبد العزيز المغربي المكناسي]
عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن موسى العالم الفاضل، الأديب المغربي المكناسي، المالكي شيخ القراء بالمدينة المنورة. كان فاضلاً، مفنناً، شاعراً، صالحاً، دمث الأخلاق، كثير التواضع له عدة منظومات في علوم شتى منها منهج الوصول ومهيع السالك للأصول، في أصول الدين، ونظم جواهر السيوطي في علم التفسير ودرر الأصول في أصول الفقه، ونتائج الأنظار، ونحت الأفكار للنظار، في الجمل ونظم العقود في المعاني والبيان وتحفة الأحباب في الصرف وغنية الإعراب في النحو ونزهة الألباب في الحساب، والدر في المنطق ومن شعره:
ذوو المناصب إما أن يكون لهم ... نصب وإلا فهم فيها ذوو نصب
فلا تعرج عليها ما بقيت وكن ... لله محتسباً في تركها تصب
لا سيما منصب القاضي فإنك إن ... تزغ عن الحق فيه كنت ذا عطب
فإن قضى الله يوماً بالقضاء أخي ... عليك فاعدل ولكن لا إلى الذهب
قلت: من لطيف ما اتفق لي قولي:
عجبت من أهل هذا العصر كلهم ... وكل أمرهم عندي من العجب
قالوا: قضاة الزمان قد عدلوا ... فقلت: ما عدلوا إلا إلى الذهب
قدم صاحب الترجمة دمشق بعد أن زار بيت المقدس من جهة المدينة في سنة إحدى وخمسين وتسعمائة وأنشد:
قالوا: دمشق جنة زخرفت ... من كل ما تهوى نفوس البشر
أما ترى الأنهار من تحتها ... تجري فقلت: مجاوباً بل سقر