فيروغ عنه. وقال له مرة: يا علي أنا ما أخاف من العصا، وإنما أخاف من النور الذي في القلب. مرض مرضاً شديداً نحو أربعة أشهر بمصر، فلم ينقص من أوراده شيئاً، ثم حمل مريضاً إلى دمياط، وقال: أسافر إلى قبري، فمات هناك بعد وصوله في سنة ست وخمسين وتسعمائة، وقبره بها ظاهر يزار رحمه الله تعالى.
[علي الإثميدي]
علي الأثميدي، المصري، المالكي، الشيخ العالم، الصالح، المحدث. أخذ الطريق عن سيدي علي بن عنان، وكان يقرىء القرآن لمجاوري زاوية شيخه، واختصر شيئاً كثيراً من مؤلفات الشيخ جلال الدين السيوطي، ومؤلفاته حسنة، وكان يعظ الناس على الكرسي في المساجد، وكان مقبلاً على الله تعالى حتى توفي، ويده تتحرك بالسبحة، ولسانه مشغول بذكر الله تعالى كما اتفق لجماعة من أولياء الله تعالى. منهم شيخه سيدي محمد بن عنان، ونقل نحو ذلك عن الشيخ أبي القاسم الجنيد. توفي في سنة، ودفن بجوار الشيخ جلال الدين السيوطي خارج باب القرافة.
[علي البرلسي المحدث المصري]
كان نحيف البدن يكاد يحمله الإنسان الضعيف كالطفل الصغير، وكان يتردد بين مدينة قليوب ومصر لا بد له كل يوم من الدخول إلى قليوب، ورجوعه إلى مصر، وكان من أصحاب الخطوة، وكراً ما يمر عليه صاحب البغلة الناهضة، وهو نائم تحت الجيزة بقليوب، فيدخل مصر فيجده أمامه ماشياً، وكان كثيراً ما يغلقون عليه الباب، فيجدونه خارج الدار قالوا: وما رؤي قط في معدية إنما يرونه في ذلك البر، وربما رأوه في البرلس، وفي دموق، وفي طندتا، وفي مصر في ساعة واحدة، وهذه صفة الإبدال، وأما رؤيته بعرفة كل سنة. فكثير، وكان يلبس جبة، وقطعة لبادة على رأسه، ويمشي دائماً حافياً، ولا يكاد يرى في رجليه نجاسة أبداً، ومكث سنين على حالته هذه من صغره إلى كبره. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وستين وتسعمائة، ودفن بزاويته المرتفعة داخل باب الشعرية.