للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقاتل يقتلك عن قريب، فقتل تلك الليلة، ومر على الأمير سودون، وهو يعمر في خربة جداراً ليعمرها قصراً، فرجمه وقال: أنتم فرغت مدتكم ما بقيتم تلحقوا أن تسكنوا فسافر الغوري لقتال ابن عثمان، فقتل. وخربت دور عسكره كلهم قال الشعراوي: واشترى لي تلك الخربة، فجعلتها مسجداً، وأخبرني بحريق يقع في مكان، فوقع تلك الليلة ورمى مرة جرو كلب في دست الطباخ، فبحث الناس فوجدوا في القدر، لحم ميت، ومر عليه شخص بإناء فيه لبن فرماه منه، فكسرت فإذا فيه حية ميتة، وأحواله عجيبة توفي سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ودفن بزاويته بين السورين تجاه زاوية الشيخ أبي الحمائل رحمه الله تعالى.

[إبراهيم الرحبي]

إبراهيم الرحبي، المصري الشيخ الصالح، كان مقيماً في زاويته على باب جامع الأزهر، وكان له في بدايته سياحات كثيرة، ساح سبع عشرة سنة في جبال الشام وغيرها، واجتمع بمشايخ كثيرة، ثم دخل مصر واجتمع بالشيخ أبي السعود الجارحي فأجلسه في باب جامع الازهر، وقال له: كل من رأيته من العميان وذوي العاهات جاء يطلب القرآن يرده أهل الجامع ولم يعلموه، فاسأل الناس وإعط فقيهاً الجامكية ليقرئهم ولا يخيبهم، وكان يخدم كل من مرض في الجامع بنفسه، وينحي القذر من تحته ويعمل له المزورات وغيرها، حتى يشفى أو يموت فيغسله ويكفنه لوجه الله تعالى، وكان يسأل الناس ما تحتاج الفقراء المقيمون عنده إليه من الدراهم والثياب والطعام وسائر ما يحتاجون إليه، وكان يأخذ من الخضرية ما يكسد عندهم من السلق والرجلة والجزر وغير ذلك، ويطبخه للفقراء، وإذا احتاجوا إلى قمح أو غيره من الحبوب أو كسوة طلع إلى السلطان قايتباي، فيامر له بجميع ما يحتاج إليه، وكان يجمع عنده ما تحتاج الفقراء إليه من ملح أو شعير أو بصل أو غيرها من الأدم، ومن منخل أو غربال أو رحى أو مسامير أو سيور للقباقيب؟ فكل من احتاج إلى شيء من ذلك يقول له: ادخل وخذ حاجتك، وكان مع ذلك يصبر على حبس الفقراء وقلة أدبهم، ويرى لهم الفضل عليه مات في آخر شوال سنة أربع وخمسين وتسعمائة.

[إبراهيم الشاعر]

إبراهيم الشيخ الفاضل الأديب الشاعر برهان الدين ابن المبلط، شاعر القاهرة من شعره في القهوة:

يا عائباً لسواد قهوتنا التي ... فيها شفاء النفس من أمراضها

<<  <  ج: ص:  >  >>