للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد حزت فضل السبق في كل حلبة ... من الفضل حتى حزت في شأوك المدى

تصول بسيف من أصولك قاطع ... فلا ملحد إلا وملقيه ملحدا

فتى بالفتاوى والفتوة يملأ الطروس ... سطوراً للهدى منه والجدى

ولم يختلف في فضله اثنان أنه ... المبرز في جمع العلوم تفردا

وما روضة أسدى إليها الندى يداً ... فراحت فأنفاس الشذا تشكر السدى

بأبهى وأزهى من بيان بنانه ... إذا نظم الدر الفريد ونضدا

على حين أعطاه الزمان زمامة ... ووطا له حتى علاه ولحدا

وصرفه طوعاً له في صروفه ... فمن شاء أدناه، ومن شاء أبعدا

وأخدمه زهر الليالي جوارياً وأمضى له أيامه العز أعيدا

وجاد بنعماه على أوليائه ... وعاد ببؤس من سطاه على العدى

وأظهره كالشمس صيتاً ورفعةً ... فيا ليت شعري ما عدا في الذي بدا

فأصبح من سهم الحوادث مقصدا ... وقد كان في ربع الحوادث مقصدا

أرب العلى إن غبت عنا برغمنا ... فذكرك فينا لا يزال مجددا

وإن سرت من دار الفناء مفوضاً فقد صرت في دار البقاء مخلداً

عليك سلام من الله من بلديك ... الفقير العناياتي عبدك أحمدا

ولا زال للأمطار قبرك مسجداً ... تظل عليه ركعاً فيه سجدا

وأشهد الرحمان في الخلد وجهه ... وحسبك أن تلقى الحبيب وتشهدا

[إسماعيل شاه سلطان العجم]

إسماعيل شاه بن طهماز بن عباس بن إسماعيل شاه ابن حيدر بن جنيد ابن الشيخ صفي الدين الأردبيلي، الشهير بالصوفي سلطان العجم المعروفين بقزل باش، وإنما سمي سلطانهم بالصوفي نسبة إلى جبل الصوف المزاحم لأنطاكية لكون جدهم حيدر كان مقيماً بها، ولما ظهرت بدعته قام عليه عالم أنطاكية العلامة شمس الدين العجمي، واستنصر عليه بكافل حلب جانم المكحل في حدود سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، ثم تغلب بعده ولده حيدر، وجمع عساكر، والتقى هو وعساكر أهل السنة، فقتل هو، وكسر عسكره، ثم نشأ بعد ولده إسماعيل، وتغلب على العراق والعجم وسار إليه السلطان سليم بن بايزيد بن عثمان، والتقى هو وعساكره معه، وهو في عساكره فكسره السلطان سليم، ثم نشأ بعده ولده عباس شاه ابن إسماعيل، فسافر إليه السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>