أجازوا لي رواية ما رووه ... فها أنا ذا أجزت كما أجازوا
قال: وناولني نسخة بهذا الكتاب بخطه فملكته، وكان صاحب الترجمة صاحباً للشيخ شمس الدين بن طولون، ورفيقاً له في الأخذ عن جماعة من الشيوخ، وكان يكاتب كل واحد منهما صاحبه في كل سنة مع الحجاج، ويذكر له من يتوفى في كل سنة، ولما حج شيخ الإسلام الوالد في سنة خمسين وتسعمائة حضر المشار إليه للسلام عليه، وأثنى عليه الوالد كثيراً، وترجمه بالإمامة والتقدم في علم الحديث، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين وتسعمائة بمكة رحمه الله تعالى.
[جان التبريزي]
جان التبريزي الشافعي، المعروف بميرجان الكبابي القاطن بحلب. كان عالماً كبيراً سنياً صوفياً قصد قتله شاه إسماعيل صاحب تبريز لتسننه، فخلع العذار، وطاف في الأزقة كالمجنون، ثم صار على أسلوب الدراويش. قال ابن الحنبلي: زرته بحلب في العشر الرابع من القرن، وهو بحجرة ليس بها إلا الحصير، ومن لطيف ما سمعته: منه السوقية كلاب سلوقية. انتهى.
وفي تاريخ ابن طولون المسمى بمفاكهة الإخوان وفي يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان يعني سنة أربع وثلاثين وتسعمائة. قدم دمشق عالم الشرق فيما قيل مرجان القبابي التبريزي الشافعي، وقيل: إنه كان إذا طلع محل درسه نادى مناد في الشوارع من له غرض في حل إشكال فليحضر عند المنلا فلان. قال: ووقفت له على تفسير عدة آيات على طريقة نجم الدين الكبرى في تفسيره. قال: وعنده اطلاع انتهى.
ثم ذكر ابن طولون أنه سافر راجعاً إلى بلاده من دمشق في يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وودعه ناظر النظار الكمال، وجماعة إلى نحو القطيفة. قال: وقد كان شاع عنه أنه يمسح على الرجلين من غير خف، وأنه يقدم علياً رضي الله تعالى عنه، واستخرج ذلك من آية من القرآن العظيم.
[جانم الجركسي]
جانم بن يوسف الجركسي الحمزاوي القادري أحد أمراء مصر في الدولة الجركسية، ثم في الدولة العثمانية. له بمصر الأوقاف المشهورة، ومنها مرتب حصر الجامع الأموي بدمشق في كل سنة ثمانون حصيرة من الحصر المصرية المعظمة. سافر شيخ