حسين بن عمر بن محمد، الشيخ العلامة بدر الدين، أقضى القضاة، زين الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين الحلبي، الشافعي، عرف بابن النصيبي أخذ النحو، والصرف عن العلاء الموصلي، والفقه عن البرهان اليشبكي، والبرهان العمادي، والشمس الخناجري، والنحو، وغيره عن الشهاب الهندي، وعن منلا موسى بن عوض الكردي والشيخ محمد المغربي الشهير بابن المرقي، وارتحل إلى حماة فدخل في مريدي الشيخ علوان وزوجه الشيخ ابنته، وولدت له ولده جلال الدين، وغيره، وعاد إلى حلب، وكان الواردون إليها من الحجاز، وغيره إلى الروم، ومن الروم، وغيره إلى الحجاز يفدون إليه، وينزلون عليه، وكان يتلقاهم بالتأهيل، والترحيب، والقرى، ويستفيد منهم، ويستفيدون منه، ومن شعره ما تساجل به، والعلامة سيدي أحمد بن المنلا فقال ابن المنلا:
ضرب من السحر أو ضرب من الكحل ... ما كان من طرفك إلا مضى من الأجل
وقدك المائس العسال منتسباً ... غصن من البان أم لدن من الأسل
فقال صاحب الترجمة:
والورد خدك أم لون العقيق به ... أم لون كأسك أم ذا حمرة الخجل
والشهد ريقك أم برد الرضاب ... حلاوة أين منها نكهة العسل؟
فقال ابن المنلا:
يا بدر تم إذا ما حل دارته ... لام العذار كساه أفخر الحلل
أيقظ نواظرك السكرى فقد ظهرت ... عقارب الصدغ تبغي دارة الحمل
فقال صاحب الترجمة:
وارحم فؤاداً كواه الحب من شغف ... ولا تمل نحو من يصغي إلى العذل
وجد بتقبيل ثغر راق مبسمة ... يشفي مريض الهوى من شدة العلل