قضاء قسطنطينية، ثم تقاعد بمائة عثماني، إلى أن مات وكان عارفاً بالعلوم الشرعية، والعربية، وكان له إنشاء بالعربية والفارسية والتركية، وأكثر اهتمامه بالمحسنات اللفظية، وكان يكتب أنواع الخط وله تعليقات على بعض الكتب، وكان له أدب ووقار لا يذكر أحداً إلا بخير توفي في سنة ثلاث وستين وتسعمائة.
[محمد بن مصطفى القوجوي]
محمد بن مصطفى، المولى العلامة محيي الدين ابن الشيخ العارف بالله تعالى، مصلح الدين القوجوي الحنفي الرومي، أحد الموالي الرومية، اشتغل وحصل، ثم خدم المولى أفضل الدين، ثم درس بمدرسة خواجه خير الدين بالقسطنطينية، ثم آثر العزلة فترك التدريس، وتقاعد بخمسة عشر عثمانياً، وكان يستكثرها على نفسه ويقول: يكفيني منها عشرة، ولازم بيته وأقبل على العلم والعبادة، وكان متواضعاً يحب أهل الصلاح، وكان يشتري حوائجه من السوق بنفسه مع رغبة الناس في خدمته، فلا يرضى إلا بقضائها بنفسه تواضعاً، وهضماً للنفس، وكان يروي التفسير في مسجده فيجتمع إليه أهل البلد، ويسمعون كلامه ويتبركون بأنفاسه، وانتفع به كثيرون، وكان يقول: إذا شككت في آية من القران أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري حتى يصير قدر الدنيا، ويطلع به قمران لا أدري هما أي شيء، ثم يظهر نور فيكون دليلاً على اللوح المحفوظ فاستخرج منه معنى الآية، وممن أخذ عنه صاحب الشقائق قال: وهو من جملة من افتخرت به، وما اخترت منصب القضاء إلا بوصية منه، وله حواشي على البيضاوي جامعة لما تقرر من الفوائد، في كتب التفسير بعبارات سهلة قريبة، وله شرح على الوقاية في الفقه، وشرح الفرائض السراجية، وشرح المفتاح للسكاكي، وشرح البردة مات في سنة خمسين وتسعمائة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة آمين.
[محمد بن مغلبائي الحلبي النحاس]
محمد بن مغلباي بن عبد الله الحلبي النحاس شيخ الطائفة الهمدانية بحلب، وخليفة الشيخ إبراهيم بن إدريس، كان أبوه جركسياً من عتقاء خير بك نائب القلعة الحلبية، وكان صالحاً منوراً، لازم الأرواد الفتحية بالمدرسة الرواحية بحلب، في طائفة من أهل طريقته حتى توفي سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة.