للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدمشقي، وغيره ثم قلد الإمام أحمد - رضي الله تعالى عنه - وولي قضاء الحنابلة بمدينة طرابلس الشام، وناب عن القاضي نظام الدين التادفي الحنبلي بحلب، وتوفي سنة سبع وخمسين وتسعمائة.

[محمد بن محمد البقاعي]

محمد بن محمد بن يحيى البقاعي الشيخ شمس الدين البقاعي القرعوني، ثم الدمشقي، حضر دروس شيخ الإسلام الوالد في سنة ست وثلاثين وتسعمائة.

[محمد بن محمد الفصي البعلي]

محمد بن محمد بن علي الشيخ الإمام العلامة، المحقق المدقق الفهامة، بهاء الدين الفصي البعلي الشافعي مفتي بعلبك، مولده بها في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وعرض المنهاج على الشيخ بدر الدين ابن قاضي شهبة الأسدي، ثم جد في طلب العلم، والاشتغال به في سنة إحدى وسبعين على جماعة منهم شيخ الإسلام زين الدين خطاب، وشيخي الإسلام نجم الدين وأخيه تقي الدين ابني قاضي عجلون، وأذن له الشيخ تقي الدين بالإفتاء، ثم سافر إلى مصر، وقرأ على قاضي القضاة زكريا، وأذن له أيضاً بالإفتاء، والتدريس في سنة خمس وثمانين، وكان عنده ذكاء، وقد شاب سريعاً، وكان ألثغ، كما ذكر ذلك كله النعيمي قلت: وكان من إخوان شيخ الإسلام الجد، وشيخ الإسلام الوالد، وشاركهما في الشيوخ، وإن كان الشيخ الوالد دونه، في السن، ولما رحل الوالد إلى الروم في رمضان سنة ست وثلاثين مر على بعلبك، فتلقاه الشيخ بهاء الدين، ووالداه في جماعة من أكابر البلدة إلى رأس العين، وسلموا عليه، وعظموه غير أنهم صدقوا ما هو مشهور من سذاجة البعليين بالاعتذار، إلى الشيخ في تكرم شهر الصوم، حتى نظم الشيخ الوالد فيهم مقاطيع ضمنها رحلته منها قوله:

شهر الصيام كريم ... لكنكم بخلاء

هبنا نصوم نهاراً ... أليس يأتي العشاء

وكانت وفاة الشيخ بهاء الدين يوم الأربعاء، رابع عشري المحرم سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بدمشق، يوم الجمعة قال ابن طولون: ولم يخلف بعده مثله، ولا في دمشق في فقه الشافعية رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>