ذكر ابن طولون في وقائع سنة خمس وأربعين وتسعمائة أنه صلي على سعدي جلبي غائبة بجامع دمشق يوم الجمعة رابع عشر ذي القعدة قال ابن طولون: واسمه أحمد والصواب إنه عيسى كما تقدم، لأنه هو الثابت في الشقائق النعمانية، ومؤلفها أخبر بأحوال أهل الروم من غيره. قال ابن طولون: وتوفي بعلة النقرس قال: وكانت وفاته عند صلاة الجمعة ثاني عيد الفطر من السنة المذكورة. قال: وأقيم مفتياً عوضه قاضي قضاة العسكر الأناظولي جوي زاده وولي قاضي قضاة العسكر الأسطنبولي ابن قطب الدين الرومي الحنفي. انتهى.
قلت: وجوي زاده المذكور في كلام ابن طولون هو المولى محمد بن إلياس المتقدم والد محمد بن محمد بن إلياس قاضي دمشق الذي صار في آخر الأمر مفتياً بالروم، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في الطبقة الثالثة.
[حرف الغين المعجمة خال]
[حرف الفاء من الطبقة الثانية]
[فاطمة بنت قريمزان]
فاطمة بنت عبد القادر بن محمد بن عثمان، الشيخة الفاضلة الصالحة الحلبية الحنفية، الشهيرة ببنت قريمزان شيخة الخانقتين العادلية والدجاجية معاً. كان لها خط جيد، ونسخت كتباً كثيرة، وكان لها عبارة فصيحة، وتعفف، وتقشف وملازمة للصلاة حتى في زمن المرض. مولدها في رابع المحرم سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، ثم كانت زوجاً للشيخ كمال الدين محمد بن مير جمال الدين بن قلي درويش الأردبيلي، الشافعي نزيل المدرسة الرواحية بحلب الذي قيل إن جده هفا هو أول من شرح المفتاح. قالت: وعن زوجي هذا أخذت العلم، وكان يقول: قد ملكني الله تعالى وثلاثين علماً، وكانت وفاتها في سنة ست وستين وتسعمائة، وأوصت أن تدفن معها سجادتها. قال ابن الحنبلي: وقد ظفرت بشهود جنازتها، وحملها فيمن حمل.
[فرج المصري المجذوب]
فرج المصري المجذوب قال: كان له كشف وكرامات، وكان يجمع الدراهم من الناس، ويفرقها على المحاويج، ثم يبيت لا يملك شيئاً ليله. قال الشيخ جمال الدين بن يوسف ابن قاضي القضاة زكريا: لقيني الشيخ فرج، وفي