وغيرها، وكان يميل إلى صنعة الكيمياء، وكان عليه مع ذلك دين كثير لكنه لا يبالي به، وكان يقول إذا ذم أحداً من متولي الأوقاف: من تعاطى الأوقاف فقد تحمل أحداً وقاف. قال ابن الحنبلي: وفي سنة إحدى وثلاثين في ذي الحجة منها عقيب صلاة الأضحى بالجامع الكبير أمر أن يتقدم الإمام الحنفي، فيصلي بالمحراب الكبير الملاصق للمنبر قبل الشافعي، ويصلي الشافعي به بعده قال: فبقي هذا إلى عامنا هذا الذي نحن فيه الآن في آخر عام أربعة وستين بعد أن عهدنا المحراب الكبير مختصاً بالشافعية، والذي عن يمينه، وهو الغربي بالحنفية على وفق ما ذكره ابن الشماع في عيون الأخبار قال في الشقائق: مات سنة ست وثلاثين وتسعمائة.
[عبيد الدنجاوي]
عبيد الدنجاوي، ثم البلقيني المصري الشيخ العارف بالله تعالى أحد أصحاب سيدي الشيخ محمد الكواكبي الحلبي، دخل مصر من قبل الشام في زمان السلطان قايتباي، وكان يعتقده أشد الإعتقاد، وكان وظيفته خدمة شيخه المذكور، وكان له أثر في كاهله من أثر حمل الماء، وغيره على ظهره، وكتفه في خدمة الشيخ. والفقراء، ولم يكن يحضر مع أصحاب شيخه أورادهم قط إنما كان مشغولاً بالخدمة، فلما حضرت شيخه الوفاة تطاول ذوو الهيئات للأذن، فلم يلتفت الشيخ إلى أحد منهم. وقالوا: هاتوا عبيد فأذن له بحضرتهم فغاروا منه، ووجدوا عليه حتى كادوا يقتلونه، فسافر إلى مصر ودخل مصر مجذوباً عريان ليس عليه سوى سراويل وطرطور كلاهما من جلد، ثم أذن له في السفر إلى الصعيد فأقام بها مدة، ثم رجع إلى مصر فسكن بلقين، وعمر بها زاوية وأقبلت الإناس عليه من سائر الآفاق، ونزل السلطان إلى زيارته فمكث هناك مدة، ثم أذن له أن يسكن مصر، فسكن في الزواية الحلاوية فرآها خربة، فعمرها له السلطان الغوري، وكان ينزل هو وولده، إلى زيارته، ثم ترك لباس الجلد، وصار يلبس الملابس الفاخرة كملابس الملوك، وكان له سبعة نقباء لقضاء حوائج الناس عند السلطان فمن دونه، وكان لا ترد له كلمة ولا شفاعة، وكان لا يرد له سائلاً قط، ومن سأله درهماً أعطاه ما يساوي خمسين ديناراً، وما يقرب منها، وكان إذا جاءه من بعض الأكابر مال، ولو خمسمائة دينار فرقه في الحال على الحاضرين، توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وتسعمائة.
[عثمان الآمدي]
عثمان بن شمس الإمام العلامة الخطيب، المفنن فخر الدين أبو النور بن منلا شمس الآمدي، ثم الدمشقي الحنفي، ولي خطابة السليمية بصالحية دمشق