عبد الرحمن بن علي قاضي القضاة محيي الدين الأماسي أحد الموالي الرومية. ولي قضاء حلب في أواخر سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، وكان في أحكامه سيفاً قاطعاً، ولأهل العناد والتزوير والتلبيس قاطعاً، أمر متولي جامع حلب بتبليط شرقيته بعد دثوره، وتبرع فيه بشيء من ماله، ثم عزل عن قضاء حلب، ثم ترقى في المناصب حتى صار قاضي قضاة العسكر الروم إيلي، وقدم حلب وهو متوليه مع السلطان سليمان خان في سنة إحدى وستين وتسعمائة، وساعد الحلبيين فيما جدد على أوقافهم من الخراج والزيادة فيه، فقبل قوله، ثم عزل عن قضاء العسكر في سنة خمس وستين، ومات في صفر سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن الدمشقي]
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله، الشيخ زين الدين ابن تاج الدين الدمشقي، الحنفي، قرأ الفقه على الشيخ قطب الدين بن سلطان، والشيخ عبد الصمد العكاري، والشيخ نجم الدين البهنسي، وتولى نظارة وقف جده تاج الدين صاحب ديوان القلعة، وتولى خطابة جامع التكية السليمانية بفراغ القاضي عبد الرحمن بن الفرفور له عنها، وتفرغ هو عنها قبل موته للشيخ أحمد ابن الشيخ يحيى ابن شيخه البهنسي، وتولى عدة وظائف، وكان له مروءة ومكارم أخلاق. مات في جمادى الأولى في سنة سبع وتسعين بتقديم السين في الأول، وتأخيرها في الثاني وتسعمائة، ودفن بتربتهم خارج باب النصر رحمه الله تعالى
[عبد الرحمن البيروتي]
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان السيد الشريف العباسي البيروتي، ثم الدمشقي، الصوفي، الشافعي. أخذ عن سيدي محمد بن عراق، وحفظ القرآن حفظاً متقناً، واشتغل في العلم على الشيخ شمس الدين الكفرسوسي وغيره، وقدم دمشق مرات، وقدم من مصر إليها في سنة سبع وثلاثين، ونزل بالقرب من باب جيرون، وأقام بها مدة، وأقبل الناس عليه، وكان حينئذ صغيرالسن، كبير القدر، لا يقبل من أحد شيئاً غير أنه كان يلزم بعض التجار بإعطاء شيء لبعض الفقراء للكسوة، وسد الخلة، وكان متقللاً من الدنيا، قانعاً، يصوم غالب أيامه، وتاب على يديه جماعة من شبان دمشق. وظهرت عليه كرامات لبعضهم، ولزم بيته يصلي فيه الجماعة، ولم يحضر الجامع إلا الصلاة الجمعة، وصارت له وجاهة عند أرباب الدولة حتى كانوا يقبلون شفاعته في الأمور المهمة، وعرض عليه الزواج، فلم يتزوج، وحج بوالدته في سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، وكان موجوداً بدمشق