للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعد الدين، فحصل للجالقي قهر عظيم مرض بسببه برمي الدم، ومات في شوال سنة سبع بتقديم السين وتسعين بتأخيرها وتسعمائة رحمه الله تعالى.

[محمود الصلتي]

محمود بن عبد الوهاب، السيد الشريف نور الدين ابن السيد تاج الدين الصلتي. مولده كما قرأت بخط والد شيخنا نقلاً عن أبيه سنة إحدى وعشرين وتسعمائة، ونشأ في حجر أبيه في دنيا عريضة وخيلاء، وولي تولية جامع تنكز وغيره بدمشق، وآخر نظرا النظار، وسار إلى الروم مرتين للمفاوضة مع القاضي كمال الدين الحمراوي في الأنظار، وأصلح بينهما آخراً قاضي القضاة ابن أبي السعود بحلب، وكان الناس غير راضين منه، ولا من أبيه في ولايتهم، ومات قبل أبيه في صبيحة يوم سادس عشري رمضان سنة إحدى وسبعين بتقديم السين وتسعمائة عن خمسين سنة، وصلي عليه قبل الظهر بالأموي، ودفن في تربة الشيخ أرسلان رضي الله تعالى عنه.

[محمود التركماني]

محمود بن علي بن مصطفى التركماني الأصل الحموي، الحنفي. زوج بنت سيدي الشيخ علوان الحموي. مولده سنة تسعين بتقديم التاء المثناة وتسعمائة، وأخذ العلم عن الشيخ علاء الدين الأطاسي الحموي، ثم ناب في القضاء بحماة، ثم صحب الشيخ علوان، فترك النيابة، وترك حماة، فسأل الشيخ علوان من الأصلح بها للنيابة، فقال له الشيخ محمود، فحمله القاضي على النيابة، فأبى وأتى الشيخ. فقال: يا سيدي كيف قلت ما قلت. قال له الشيخ: إني لم أزده على جواب سؤاله بأنك الأصلح، وأنا أنهاك عن ترك النيابة. قال ابن الحنبلي: وقد ورد حلب مرتين ثانيتهما سنة أربع وستين وتسعمائة، وفيها آخاني وعاهدني على أن يشفع كل منا لصاحبه لدى الحاجة يوم القيامة قال: وأخبرني وهو صدوق أنه حسيني وموسوي، وأن جده مصطفى هذا هو صاحب الكرامات، والمزار الذي يزار بسيجر، ولم يؤرخ وفاته رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

[مراد باشا نائب]

مراد باشا نائب الشام باني المرادية خارج بابي الجابية والشاعور بالسويقة المحروقة، وكان مكانهما حوشاً جامعاً، وربما كان به جماعة من بنات الخطا، فلما بنى بيت القهوة في جواره، وكان الشيخ محمد اليتيم يعمل القهوة، ثم سعى في استئجار ذلك الحوش، وضمه إلى بيت القهوة، وجعله ساحة مجلس الناس بها، واتخذ مكاناً منها مسجداً، فإذا حضر وقت الصلاة أقام الصلاة، وصلى هو ومن حضر جماعة، فلما ولي مراد باشا الشام في سنة ست وسبعين وتسعمائة أراد أن يبني مسجداً، فاختير له هذا المكان، فبناه قيل: ووضع المحراب في الموضع الذي اتخذه الشيخ اليتيم للصلاة، ورتب له مراد باشا خطيباً، وإماماً ومؤذنين، وبنى بها حجراً، ورتب لمن يسكن بها طعاماً،

<<  <  ج: ص:  >  >>