الدين المرعشي أحد رؤوساء حلب، كان في أول أمره يتكسب بالشهادة بمكتب العدول المشهور قديماً بمكتب الصوفي بجوار جامع الزكي بحلب على فقر كان له. وقناعة، ثم انقادت إليه الدنيا. فرأس، ولم يستكثر أهل حلب رئاسته لأنه كان حفيداً للشيخ الإمام العالم المفنن شهاب الدين المرعشي المتوفى سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة الذي ترجمة السخاوي بالتقدم في الفقه وغيره وأنشد فيه:
عن العلماء يسألني خليلي ... ألا قل لي فمن أهدى وأرشد؟
ومن أحمدهم قولاً وفعلاً ... فقلت: المرعشي الشيخ أحمد
وكان الشيخ زين الدين يتجمل بمصاحبة شيخ الإسلام البدر بن السيوفي، وأحبه قاضي قضاة حلب زين العابدين بن الفناري، وكان يكتب على الفتاوي، وامتحن في واقعة قرا قاضي، وسيق فيمن سيق هو وأولاده إلى رودس، ثم أعيد إلى حلب باقياً على رئاسته وشهامته ومناصبه إلى أن مات، وهو يحث من حضره على الذكر، وتلاوة القرآن في سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة.