للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورتب قراء يقرأون بالجامع الكبير غربي المقصورة عند باب الخطابة، وبقي ذلك إلى الآن.

[مسعود المغربي]

مسعود بن عبد الله الشيخ الصالح العارف بالله تعالى المعتقد سيدي مسعود المغربي. صحب بدمشق الشيخ شهاب الدين الأخ، وكان يجلس عنده في درسه عن يمينه، فيقول له الأخ: يا سيدي مسعود احفظ لي قلبي، فإن جدي الشيخ رضي الدين كان يجلس إلى جانبه سيدي علي بن ميمون في درسه، فيقول له: يا سيدي علي أمسك لي قلبي، ولما دخل سيدي مسعود دمشق كان يقتات من كسب يمينه، فكان يضرب الأبواب المغربية جدراناً لبساتين دمشق، وكان يبقي ما يعمله خمسين سنة وأكثرها لا يتهدم من اتقانه لها، وأخبرت أنه عرض له جندي، والشيخ في لباس الشغل فقال له: خذ هذه الجرة واحملها، وكان بها خمر، فحملها الشيخ معه، فلما وضعها وجدها الجندي دبساً، فجاء إلى الشيخ، واعتذر إليه، وتاب على يديه، وكان لأهل دمشق فيه كبير اعتقاد يتبركون به، ويقبلون يديه، وكان صاحب شيخنا الشيخ يحيى العمادي الآتي ذكره في هذه الطبقة، فكان يزوره في مكتبه بالمدرسة العزيزية، فيأمر الشيخ الصبيان، فيقومون لتقبيل يد الشيخ مسعود، فإذا جلس دعاني شيخنا بابنه على الخصوص، واستعرضني درسي، ثم يقول لي: قبل يد سيدي مسعود، ثم يقول له: يا سيدي مسعود هنا أخو سيدي شهاب الدين خاطرك عليه ادع له، فيمسح الشيخ مسعود على رأسي، ويقول لي: بارك الله فيك يا ولدي، ويدعو لي وأنا أجد بركة دعائه الآن. توفي رحمه الله تعالى يوم الخميس رابع عشري رمضان المعظم سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وحضرت جنازته، وصليت عليه مع الناس خارج باب الزاوية، وقد أكبت على جنازته الناس، وازدحموا وحضرها العلماء، ومشايخ الصوفية، ودفن بالزاوية رحمه الله تعالى وأعاد علينا، وعلى المسلمين من بركاته آمين.

[مصطفى العجمي]

مصطفى بن محمد العجمي الحلبي، ثم الدمشقي الشافعي كان أبوه من تجار دمشق، وأهل الخير، وكان لصاحب الترجمة معرفة بالفرائض، والحساب ومشاركة في عدة فنون، وله شعر لطيف. توفي في حدود سنة خمس وتسعين بتقديم التاء المثناة وتسعمائة، ودفن بباب الفراديس فيما أحسب رحمه الله تعالى.

[مصطفى باشا والي الشام]

مصطفى باشا تولى دمشق الشام، وكان غشوما سفاكاً للدماء، ومع ذلك كان يحترم العلماء، ويعظمهم، وصلى الجمعة مرة بجامع يزديك المعروف بالجامع الجديد خلف والد شيخنا الشيخ يونس العيثاوي، ومعه الدفتر دار،

<<  <  ج: ص:  >  >>