إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة، الشيخ الإمام المحدث برهان الدين، ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام نجم الدين بن الخطيب البليغ العلامة برهان الدين ابن العلامة خطيب المسجد الأقصى كما الدين الكناني المقدسي الشافعي، مولده كما نقله ابن طولون عن خط والده صبيحة يوم الاثنين خامس عشر المحرم سنة سبعين وثمانمائة، وسمع على والده الكتب الستة وغيرها، وأجاز له القاضي برهان الدين ابن قاضي عجلون، والعلامة تقي الدين الشمني، وقاضي القضاة أبو العباس بن نصر الله والعلامة تقي الدين بن فهد، والعلامة شمس الدين بن عمران، والشيخ أمين الدين الأقصرائي وقاضي القضاة الشرف المناوي، والقاضي بدر الدين ابن قاضي شهبة، وقاضي القضاة الجمال الباعوني، وأخوه البرهان، وولي تدريس الصلاحية ببيت المقدس سنين، ثم قطن دمشق وحدث بها كثيراً عن والده وغيره، وولي تدريس الشامية البرانية سنين، ثم تدريس التقوية ونظرها، ثم عزل عن التدريس واستمر النظر بيده إلى أن عزم على التوجه إلى بلده، فأعرض عن النظر المذكور، وسافر من دمشق، فمات بقية سعسع في آخر ليلة الثلاثاء خامس عشري شوال سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، بعد أن بقي نحو سنتين مستلقياً على ظهره، من زلقة حصلت له بسبب رش الماء داخل دمشق، فانفك فخذه، ولم يمكنه الصبر على علاجه لنحافة بدنه، ولطف مزاجه، ثم حمل من سعسع وأعيد إلى دمشق وغسل في منزله قبل ضريح سيدي صهيب الرومي، بميدان الحصا، ودفن بباب الصغير قبل سيدي الشيخ نصر المقدسي، يوم الأربعاء وكانت جنازته حافلة قال ابن طولون: وكان عنده وسوسة في الماء، فلا يشرب من غير بئر، وإذا خرج من منزله عطشان، فيصبر حتى يجد ماء بئر قال: ومن نظمه في جارية تدعى المها:
ويلاه من هتك عيون المها ... قد جرحت قلبي بتلك النبال
بالله بالله أهيل الهوى ... إن مت مفتوناً بذاك الجمال
لا تأخذوا في قاتلي في الهوى ... ففي سبيل الحب هذا حلال
والله والله العظيم الذي ... أسكنها قلبي بذلك الدلائل
إن واصلت أو هجرت أو نأت ... ودي لها باق على كل حال