للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهاب الدين ابن الشيخ العارف بالله تعالى بدر الدين البيري الأصل، الحلبي الشافعي الصوفي، مولده سنة سبع وتسعين - بتقديم السين الأولى وتأخيرها في الثاني - وثمانمائة لقنه الذكر وهو صغير الشيخ علاء الدين الأنطاكي الخلوتي سنة ست وتسعمائة، وألبسه الخرقة والتاج الأدهميين شيخ صالح يعرف بالشيخ عبد الله الأدهمي، وكان عنده وسوسة زائدة في الطهارة، وكان لا يلبس الملبس الحسن، وإنما كانت له جوخة بيضاء لا يغيرها، وخرقة بيضاء يضعها تحت عمامته، ويعطفها عليها ذكره ابن الحنبلي، وقد قصر في ترجمته كثيراً، وكان يقصر من مقامه، وقد ذكر شيخ الإسلام الوالد صاحب الترجمة في فهرست تلاميذه، وأثنى عليه كثيراً، وذكر أنه اجتمع به في رحلته من حلب إلى دمشق، وقرأ عليه مدة أولها سابع شهر ربيع الأول، وآخرها ثامن عشري جمادى الأولى من سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، فقرأ عليه في الحديث جانباً من البخاري من أوله إلى باب حسن إسلام المرء، ومن مسلم من أوله إلى أثناء الإيمان، وحديثين في أثنائه، ومن جامع الترمذي من أوله إلى منتهي ثلاثة أبواب منه، ومن سنن أبي داود كتاب العلم بتمامه، وقرأ عليه في الأصول أوائل منظومة والده الشيخ رضي الدين الغزي المسماة، بالدرر اللوامع في نظم الجوامع وغالب شرح الورقات للمحلي، وفي الفقه من أول المنهاج إلى باب التيمم قراءة تحقيق، وأوائل الإذكار للنووي، ومنظومة المجد بن الطمس كاملة، وتأليفه المسمى بالبرهان الداحض في ... إثبات الوطء للحائض، ومن أول تأليفه المسمى بالدر النضيد، في أدب المفيد والمستفيد إلى الباب الرابع منه وتأليفه اللمعة، في خصائص يوم الجمعة، وتأليفه نظم الدرر، في موافقات عمر، وغير ذلك، وكتب له الشيخ الوالد إجازة حافلة بما قرأه، وبالأذن بالإفتاء والتدريس. ولما مر شيخ الإسلام بحلب في رحلته إلى الروم سنة ست وثلاثين وتسعمائة أنزله المذكور بزاوية والده، وأخلى له أمكنة متعددة، وقام في حقه أحسن القيام. وأثنى عليه الشيخ الوالد في الرحلة كثيراً، ونظم فيه مقطوعاً لطيفاً أورده في إجازته فقال:

فهو الشهاب شبيه البدر في شرف ... وفي علاه وتكميل وتنوير

والبحر فضلاً وإفضالاً فيا عجباً ... للبحر كيف انتمى حقاً إلى البير

[أحمد بن حمزة عرب جلبي]

أحمد بن حمزة المولى ابن المولى، العالم الفاضل المشهور بعرب جلبي أحد موالي الروم، واشتغل، وحصل، وخدم المولى موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>