للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبد النبي المقدسي]

عبد النبي بن محمد بن عبد القادر بن عبد العزيز بن جماعة المقدسي، الشافعي، الشهير بالكرم والسخاء. أخذ عن والده الشيخ محيي الدين، وعمه أجاز لابن كيسان في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وتسعمائة، وبقي حتى مات بعد التسعين وتسعمائة فيما أظن رحمه الله تعالى.

[عبد الوهاب بن محمد]

عبد الوهاب بن محمد، الشيخ العلامة تاج الدين إمام الجامع الأموي، الحنفي. كان مئذناً في مسجد أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه داخل قلعة دمشق، ثم اشتغل في الفقه على الشيخ عبد الصمد العكاري، وعلى الشيخ شمس الدين بن طولون، وتصدر للتدريس بالجامع الأموي، فأفتى وتولى خطابة السليمية، وإمامة الحنفية بمقصورة الأموي، ثم ضم إليه الشيخ ناصر الدين الطرابلسي والد الشيخ علاء الدين. ولما توفي الشيخ أبو البقاء البقاعي خطيب الأموي قرر مكانه في الخطابة في سنة ست وستين وتسعمائة، ثم وجهت الخطابة بعد أربعة أشهر إلى الشيخ نجم الدين البهنسي، فرجع الشيخ عبد الوهاب إلى خطابة السليمية، وأخذ وظيفة الوعظ بالجامع الأموي يوم الأربعاء في الأشهر الثلاثة عن الشيخ علاء الدين بن صدقة، وكان له قراءة حسنة، ومعرفة بالموسيقى، وكان قليل الإختلاط بالناس، وكان له اعتقاد في شيخ الإسلام الوالد، ومحبة له لا يذكره إلا مشيداً له معظماً لشأنه، وكان إذا اجتمع به يقبل يديه، ويعد ذلك قربة، وكان كوسجاً جهوري الصوت له نهزات في القراءة، وربما انقطع نفسه، فوقف في غير حد الوقف حتى مر به الشيخ شهاب الدين الطيبي الشافعي إمام الشافعية رفيقاً للشيخ عبد الوهاب، فسمعه يقرأ في سورة النمل، فوقف على أنا من قوله تعالى: " قال عفريت من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك " فأنشد الشيخ الطيبي:

قد رأينا عجباً إذا الزمنا ... إمام قوم جنسه من جنسنا

سمعته وكان يقرأ معلناً ... قال عفريت من الجن أنا

توفي سنة ثمانين وتسعمائة، وأرخ وفاته ماماي الشاعر، فقال ما كتبه على قبره:

ذا قبر أعلم الورى ... بحر العلوم الواضحة

بعبد وهاب سمي ... والنفس منه صالحة

كان إمام الأموي ... حاز المعاني الراجحة

ياقارئاً تاريخه ... هلا هديت الفاتحة

<<  <  ج: ص:  >  >>