القاضي سري الدين بن حمزة الدمشقي الأصل، الحجازي، الحنبلي، أولاً، ثم الحنفي ورد الشام ثم حلب مع أخيه الشيخ علي في سنة ثلاث وخمسين وارداً إلى الروم، وأخذ هو وأخوه عن الشيخ الوالد كان فاضلاً لبيياً، ديناً، حسن المحاضرة، مأنوس المعاشرة، صاحب فصاحة وشعر، لطيفاً قال ابن الحنبلي: استنشدته من شعره فأنشدني مورياً:
إن الغرام حديثه لي سنة ... مذ صح أني فيه غير مدافع
يا حائزاً لمنافعي ومملكاً ... رقي، تهن، برق عبد النافع
قال: وألف تأليفاً قيماً: المحصل، في جواب أي المسجدين أفضل، أهو القائم بالعبادة المعمور، أو الدائر العادلي المهجور، قال: وعاد ثانياً إلى حلب سنة ثمان وخمسين وتسعمائة انتهى.
ومن شعره في تقريظ منظومة الأخ الشيخ شهاب الدين نزهة المطالع، في رياض المطالع، ومن وزنها وقافيتها:
أتى نظم الكواكب بالدراري ... من المولى الشهاب المستنير
فتم له مطالع نجم سعد ... مطالعها غني عن كثير
إمام كامل فطن بهي ... أتى بالدرمن بحر البحور
كواكب فهمه ذات اتقاد ... بها لقد اهتدى كم من بصير
فناظمها سنا زان الدراري ... ولم لا وهو من بدر منير
وذاك هو الإمام ومن ضياه ... بأفق العلم فاق على البدور
أجل شيوخنا فرع الرضي ... الإمام الماجد الحبر الكبير
أدام له إله العرش جمع ... الولاية والعلوم وكل نور
وعبد النافع ابن عراق عبد ... تهجم راجيا عفو الغفور
بأحرفها كمن أهدى تميرا ... إلى هجر على طبق صغير
ولكن عادة الأخيار جبر ... لكل كسير قلب أو فقير
توفي رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وستين وتسعمائة.