عز الدين المازندراني، العجمي، جاور بمكة، ثم قدم حلب سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، وظهر له فضل في علوم شتى لا سيما القراءات فإنه كان فيه أمة وألف فيكتاباً في وقف حمزة وهشام، وله شرح على الجرومية أجاد فيها وأتى بعبارات محكمة لكنها مغلقة على المبتدىء، ثم رحل إلى بلاده، فمات بها في حدود هذه الطبقة.
[علي بن محمد المقدسي]
علي بن محمد بن علي، الشيخ الإمام العلامة أبو الفضل بن أبي اللطف المقدسي الشافعي نزيل دمشق. قرأت بخطه في إجازة أولاد مفلح أن مولده في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثمانمائة زاد في إجازة الشيخ شهاب الدين الطيبي أنه في العشر الأوسط من جمادى الأولى، وأنه ولد ببيت المقدس، وذكر أنه أخذ عن الشهاب الحجازي، والسيد علاء الدين بن السيد عفيف الدين الإيجي، وشيخ الإسلام الشيخ ماهر المصري، وهو أعلى شيوخه في الفقه، وقرأت بخط تلميذه والد شيخنا الشيخ يونس العيثاوي، وأخبرناه عنه ولده شيخنا شيخ الإسلام شهاب الدين أنه تفقه على الشيخ كمال الدين ابن أبي شريف في بيت المقدس، ورحل إلى مصر، وأخذ عن علمائها الفقه والحديث عن الشيخة أم الخير المحدثة بالديار المصرية لعلو سندها، وقال لها على عادة أخذه السند أسمعينا من نظمك. فقالت: لم أنظم شيئاً. لكن أنشدني والدي، وقد مر على مسجد خراب مكتوب على جداره هذا البيت:
بأي جريرة وبأي ذنب ... بيوت الله خربها الزمان
وعاد بعد مدة فرأى إلى جانب هذا البيت:
فساد الناس خربها ولولا ... فساد الناس ما خرب الزمان
وأخذ الفقه أيضاً عن شيخ الإسلام زكريا، وعن الشيخ سراج الدين العبادي، والشيخ فخر الدين المفتي بمصر، وسمع على الشيخ تقي الدين أبي بكر بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن إسماعيل بن صالح بن سعيد القلقشندي