الشافعي، صحيح البخاري كاملاً، ومسلسلات منها المسلسل بالأولية، وأخذ الجزرية عن الشيخ شمس الدين محمد بن موسى بن عمران المقريء الغزي الحنفي، عرضها عليه في مجلس واحد عند باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى في ثامن رجب سنة ست وستين وثمانمائة، وهو يرويها عن ناظمها كذا رأيته بخط الشيخ العلامة شهاب الدين الطيبي، ورحل إلى دمشق، ثم استوطنها، وحضر دروس شيخ الإسلام مشايخ الإسلام زين الدين بن خطاب الغزاوي في الشامية البرانية وغيرها، وشيخ الإسلام نجم الدين ابن قاضي عجلون صاحب التصحيح والتاج وغيرهما، ثم قرأ من بعده على أخيه شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاص عجلون. وقال والد شيخنا: ورافق شيخنا الشيخ تقي الدين البلاطنسي والشيخ بهاء الدين الفصي البعدي، والشيخ بدر الدين بن الياسوفي وغيرهم من الأجلة الكبار المفتين في التقسيم على الشيوخ المتقدم ذكرهم، وكل منهم يدرس ويفتي قال: وجاور بمكة مع الشيخ تقي الدين ابن قاضي عجلون، وذكر لي أنه حصل له زيادة في بدنه، فتزوج امرأة بمكة، وحضر دروس شيخ الإسلام قاضي القضاة ابن ظهيرة الشافعي، قال: وكان يحكي لنا فصاحته وبلاغته في تقريره، وعاد إلى دمشق مستوطناً بعياله يفتي ويدرس، وكان أحد المدرسين بالجامع الأموي يجلس مستنداً إلى أحد الأعمدة مستقبل القبلة عند قبر سيدي يحيى عليه السلام إلى أن قال وبيض التحرير للشيخ نجم الدين ابن قاضي عجلون بأمر أخيه الشيخ تقي الدين، ووصل فيه إلى أثناء المعاملات، وزاد فيه فوائد مهمة، وله كتاب مر النسيم، في فوائد التقسيم، وكان حافظاً لكتاب الله تعالى، وله همة مع الطلبة، ومهابة، وموادة للخاص والعام، ونفس غنية متقللاً من الوظائف، ظاهراً غناه قال: وتمنى الموت لفتنة حصلت في الدين لما دخلت هذه الدولة العثمانية، وضربت المكس على الأحكام الشرعية حتى على فروج النساء، وكان يقول أي فتنة أعظم من ذلك. قال: وأخبرني أنه تنخع الدم، وأنه من كبده لما لحقه من القهر والغيرة على دين الإسلام، وتغيير الأحكام، أخبرنا شيخنا فسح الله تعالى في مدته - قال: أنبأنا والدي قال: أنشدني العلامة شيخ الإسلام أبو الفضل بن أبي اللطف المقدسي في أول دخول السلطان سليم دمشق هذه الأبيات:
ليت شعري من على الشام دعا ... بدعاء خالص قد سمعا
فكساها ظلمة مع وحشة ... فهي تبكينا ونبكيها معا
قد دعا من مسه الضر من ال ... ظلم والجور اللذين اجتمعا