أعيان جماعة شيخ الإسلام الوالد، وتلاميذه، ومعتقديه، وسمع الحديث على الشيخ سراج الدين الصيرفي، وكان يتسبب هو ووالده ببيع المياه المستخرجة، وإليه ينسبان وكان يؤذن في جامع تنكز، ويرقي وعمر زاوية تحت الجسر الأبيض، وكان قديماً مسجداً، ثم أخذ يقيم الأوقات فيها سنين، وكان يكثر من شهود الجنائز، ويجالس الفقراء، ويزور الصلحاء والضعفاء وله شعر منه قوله:
ولقد شكوتك بالضمير إلى الهوى ... ودعوت من حنقي عليك فأمنا
منيت نفسي من وصالك قبلة ... ولقد يغر المرء بارقة المنى
توفي ليلة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أربعين وتسعمائة، عن نحو سبعين سنة ودفن تحت كهف جبريل تجاه تربة السبكي بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
[عبد الكريم الجعبري]
عبد الكريم الجعبري، خطيب حرم الخليل عليه الصلاة والسلام توفي سنة تسع بتقديم التاء وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة سلخ رجب منها.
[عبد الكريم مفتي شيخ]
عبد الكريم المولى الإمام العلامة، العارف بالله مفتي التخت السليماني الملقب بمفتي شيخ، كان مولده بمدينة كرماستي، واشتغل في العلم على علماء عصره، وحفظ القرآن العظيم، وكان في زمن اشتغاله بالعلم يقرأ القرآن في أيام الجمع بمحفل السيد البخاري بمدينة بروسا، ثم وصل إلى خدمة المولى العالم بالي الأسود، ثم سلك طريقة التصوف وصحب الشيخ العارف بالله تعالى المشهور بإمام زاده، ثم قعد في أيا صوفيا بمدينة قسطنطينية، واشتغل بإرشاد المتصوفة، واشتغل حينئذ بالفقه فحفظ مسائله، ومهر فيه حتى أن السلطان سليمان عين له في كل يوم مائة عثماني، ونصبه مفتياً فأفتى الناس، وظهرت مهارته في الفقه، وكتب كتباً كثيرة وكان يطالع فيها كل وقت، ويحفظ مسائلها، وكان يعظ الناس، ويذكرهم ولكلامه تأثير في القلوب، وكان له كل سنة خلوة أربعين يوماً، يرتاض فيها رياضة قوية ويحفر له سريباً في الأرض ويصلي فيه، ولا يخرج للناس وحكي عنه أنه كانت تتعطل حواسه جملة من شدة رياضته، فإذا تمت الأربعون يوماً خرج إلى الناس ووعظهم، وذكرهم إلى وقت خلوته في السنة القابلة، وذكر عنه كرامات كثيرة، وذكر