محمود بن محمد بن أحمد، الشيخ الفاضل نور الدين ابن الشيخ ناصر الدين الطرابلسي الحنفي إمام المرادية خارج دمشق وخطيبها، وهو أخو الشيخ علاء الدين إمام الجامع الأموي. مولده سنة اثنتين وستين وتسعمائة. أخذ القرآن عن الشيخ شهاب الدين أحمد الفلوجي، الشافعي، وتفقه بالشيخ شمس الدين المنقار وغيره، ومات سنة ثمان وتسعين بتقديم التاء المثناة وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[محمود الجالقي]
محمود بن عبد القادر القاضي نور الدين الجالقي القسام العسكري. كان قريباً للشيخ نجم الدين البهنسي، وكان يشكو منه لمنعه إياه من استحقاق له في وقف أهل بيتهما، فآل أمره إلى أن سافر إلى القسطنطينية لشكاية عليه، وجرت بينهما أمور انتهت آخراً إلى الصلح، وأقام القاضي محمود آخراً بإسلام بول، وتبع طريق الملازمة، وكان له معرفة بتصفية الحديد حين يصير فولاذاً، وأكثر معيشته منه، ثم ورد دمشق آخراً قساماً عسكرياً، وسلك في قضائه طريقة العفة والديانة حتى وقعت في توليته ماجرية إبراهيم بيك طالوا، وتزوجه لبنت إبراهيم بيك ابن جعفر بعد موت أبيها وقد طالت أيامها بكراً، ثم بعد دخوله بها أراد أن يثبت وصايته على أيتام أبيها من قبل أبيها، وهذا أمر بعيد جداً في عقول الناس إذ ذاك لأن إبراهيم بن طالوا كان باتفاقهم أسفه الناس في مال له، أو لغيره إذا وقع في يده، وتكرر منه إتلاف أموال، وكان إبراهيم بن جعفر من أمسك الناس على ماله، وأحرصه عليه، وكان أعرف الناس بسفه إبراهيم بيك ابن طالوا، فأراد أن يثبت أنه وصى إليه على أيتامه عند القاضي محمود الجالقي، ويبذل له ألف دينار ذهباً، وسببه أن المال ينوف على عشرين ألفاً، فأبى الجالقي إما خوفاً على عرضه، واستدراك الناس عليه، ولعله الأرجح، وإما ديانة وتورعاً، وهو الذي أظهره لنا ولغيرها، فلما أبى بذل ابن طالوا المال لمصطفى أفندي ابن سنان، وكان قاضي قضاة دمشق إذ ذاك، وأثبت الوصاية عنده بمعونة الشيخ محمد بن