سنة سبع وخمسين تسعمائة، وصلوا عليه في الأزهر. قال الشعراوي: وما رأيت قط في عمري جنازة اجتمع فيها خلائق مثل جنازته، وضاق الجامع عن صلاة الناس فيه ذلك اليوم حتى أن بعضهم خرج وصلى في غيره، ثم رجع للجنازة، ودفن بتربته قريباً من جامع الميدان خارج باب القنطرة، فأظلمت مصر وقراها بعد موته رحمه الله تعالى.
[أحمد الحصري]
أحمد، الشيخ الصالح شهاب الدين الحصري، الدمشقي القواس. كان ملازم تلاوة القرآن في مقصورة جامع الأموي، وفي مدرسة أبي عمر. قال والد شيخنا: وكان من بقية الصالحين سليم الاعتقاد، توفي في مستهل ذي الحجة سنة خمس وستين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[أحمد بن البيطار]
أحمد بن البيطار، المغربي، المالكي نزيل دمشق. كان من أصحاب سيدي الشيخ عرفة ابن الشابي القزويني. قدم دمشق يوم الاثنين ثاني المحرم سنة أربع وأربعين وتسعمائة. وقال: أتيت إلى دمشق لتهذيب جماعة سيدي علي بن ميمون بإشارة شيخي، ونزل بزاوية ابن الموصلي بميدان الحصا، ثم انتقل إلى النورية تجاه البيمارستان النوري، وسلم عليه الشيخ شهاب الدين الميلي، والعلامة الشيخ أبو ... المالكي وغيرهما، وزار الشيخ محيي الدين العربي، واجتمع بالشيخ شمس الدين بن طولون، ثم سلم عليه، وتذاكر معه، وذكر أنه كان عليه برنس أسود، قال: والصلاح لائح عليه، وقال والد شيخنا: أقام بدمشق سنين، واشتهر بالصلاح، واجتمع عليه جماعة من العوام، والله يتولى الصالحين انتهى.
قلت: أخبرنا شيخنا العارف بالله تعالى الشيخ محمد ابن الشيخ أبي بكر اليتيم العاتكي أنه اجتمع به، وأخذ عنه. قال: وكان من عادته إذا قرأ ورده بعد صلاة الصبح كل يوم أن يحضر إلى جماعته في دهليز بيته، فيقعد ويحف به الناس، فأول شيء يتكلم به أن يقول: موجود، ويمدها. فتقول الجماعة كلهم: موجود، ويمدون كما يمد الشيخ فإذا انتهت أصواتهم وسكتوا قال الشيخ: ما الدليل على وجوده. فيقولون: وجوده هذا العالم، ثم ينبعث الشيخ في الكلام. قال: وازدحم عليه الناس أول ما ورد دمشق، فأمر بوابه أن لا يفتح الباب لأحد منهم إلا من وزن درهمين، فأخذ الناس يقلون حتى لم يبق عنده إلا الصادقون، ثم ترك تلك العادة، وكانت وفاته كما قال شيخنا ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وستين وتسعمائة، ودفن بباب الفراديس رحمه الله تعالى.