للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحبيب لولده سيدي محمد رضي الله تعالى عنهما، وقد انتفع بالشيخ علوان جماعة حتى صار كل واحد منهم قدوة منهم ولداه سيدي محمد أبو الفتح، وسيدي محمد أبو الوفاء، ومنهم الشيخ العارف سيدي الشيخ عمر الحموي الاسكاف العقيبي نزيل دمشق، وكانت وفاة الشيخ علوان بحماة في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وتسعمائة قال ولده: سيدي محمد في تحفة الحبيب وقد أخبرني بموته قبل حلول مرضه، وعرف بأمور تصدر في بلدته وغيرها بعد موته من أصحابه وغيرهم، فجاءت مواعيده التي أشار بها كفلق الصبح قال: وفي يوم موته طلب أن يتيمم، ثم دخل في الصلاة فبينما هو عند قوله إياك نعبد وإياك نستعين إذ خرجت روحه أو وصلت إلى الغرغرة، وذكر ابن طولون أن خبر وفاة الشيخ علوان وصل إلى دمشق في يوم الثلاثاء حادي عشري جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وتسعمائة وأنه مات وقد قارب الثمانين قال وصلي عليه بعد يومين غائبة بعد صلاة الجمعة بالجامع الأموي، وعرض خطيبه الجلال البصروي لذكره في الخطبة فانتحب الناس بالبكاء عليه، وكان قد توفي يوم الخميس سادس هذا الشهر، ودفن بالمكان الذي كان يعظ به قال: وسافر عقيب هذه الخطبة الشيخ عمر الإسكاف تلميذه إلى تعزية ولديه ومعه الفقراء، وعاد بسرعة فإنه لم يلبث في حماة سوى ليلة وأسرى صبيحتها انتهى.

وقرأت بخط الشيخ موسى الكناوي أنه اجتمع بالشيخ علوان مرتين بدمشق في ذهابه إلى الحج سنة أربع وعشرين، وفي إيابه، وطلب منه الدعاء فدعا له، وإنه مات في التاريخ المذكور عن ثلاث وستين سنة، ولعل هذا أقرب مما ذكره ابن طولون ومن اللطائف أن الشيخ علوان بعث مكتوباً إلى دمشق أخبر فيه بموت صاحبه شيخه في الحديث، ومريده في الطريق المحدث زين الدين بن الشماع أنه مات بحلب، فوصل مكتوب الشيخ علوان إلى دمشق يوم الجمعة سابع ربيع الأول سنة ست وثلاثين المذكورة، ولم تتفق الصلاة الغائبة على ابن الشماع إلا في الجمعة الثالثة للجمعة التي صلي على الشيخ علوان، وذلك في يوم الجمعة حادي عشري جمادى الأولى سنة ست وثلاثين المذكورة، وكان ذلك على وفاق ما كان يعتقده ابن الشماع من فضل الشيخ علوان، وتقدمه عليه واعتارف ابن الشماع بالشيخية.

[علي بن الكركية]

علي بن عمر بن عبد الرحمن، الشيخ الأصيل علاء الدين الشهير بابن الكركية الحلبي الشافعي، خطيب جامع الطنبغا العلائي بحلب، توفي في رجب سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة قال ابن الحنبلي: واتفق له في آخر خطبة خطبها أن قال رزق مقسوم، وأجل معلوم، وعمر بالموت محتوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>