ألفية، ونحن نقول كلمة التوحيد وجمعنا العدد باعتبار مجموع الجماعة حتى بلغ العدد المذكور، وسألنا الله تعالى أن يغفر للمذكور، فلما أصبحنا عدا علينا رجل من إخواننا الصالحين، لم يكن علم باجتماعنا، ولا بما صنعنا فقال: رأيت البارحة الشيخ يوسف المنوري في المنام، وهو في أحسن صورة، وهو يقول لي: يا فلان جزى الله عنا شيخنا الشيخ نجم الدين، وأخانا الشيخ عمر الحرستاني خيرا، وكان الحرستاني المذكور ممن جمعناه كذلك فإنهم خلصوني من كذا وكذا.
[بشر الحنفي]
بشر الشيخ الإمام العلامة، المصري، الحنفي. أخذ العلم عن البرهان والنور الطرابلسيين، وعن شيخ الإسلام عبد البر بن الشحنة، وأجاوز بالإفتاء والتدريس، ودرس وأفتى وانتفع به خلائق، وغلب عليه في آخرة عمره محنة الجفاء، والخمول، والجلوس، وعدم التردد إلى الناس، وناب في القضاء مدة، ثم ترك ذلك، وأقبل على العبادة وكان يديم الصيام والقيام. مات بعد سنة ستين وتسعمائة.
[باي خاتون الحلبية]
باي خاتون بنت إبراهيم بن أحمد الحلبية الشافعية، بنت أخي شيخ الإسلام زين الدين عمر، ابن الشماع قرأت عليه المنهاج للنووي، بطرفيه وشيئاً من إحياء علوم الدين، وكان كثير الزيارة لها، ومات ورأسه في حجرها، وكانت ترقي للريح الأحمر فيبرأ بإذن الله تعالى، وبذلت نحو مئتي مثقال من الذهب في الصدقات ذكرها ابن الحنبلي وقال: توفيت سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ودفنت بجوار عمها المشار إليه رحمهما الله تعالى.
[بوران بنت الشحنة]
بوران بنت محمد أثير الدين قاضي القضاة ابن الشحنة. ولدت بحلب سنة إحدى وستين وثمانمائة، وقرأت القرآن العظيم، وطالعت الكتب، ونظمت ونثرت ذكرها ابن الحنبلي، وقال: حجت مرتين، وكانت صالحة خيرة، ولما احتضرت حمدت الله تعالى على أنه لم يكن في صندوقها إذ ذاك درهم ولا دينار، وكانت مستأجرة لبعض الجهات تسعين سنة ممن أخبر به الفقر، ولم تمض من المدة سوى القليل، فردته على المؤجر، وسامحته في باقي الأجرة، وكانت وفاتها سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة، ولها في رثاء أخيها محب الدين: