الأول سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، بعد أن حضر ليلة الجمعة التي قبل التاريخ المذكورة عند الشيخ علي الكيزواني، تجاه مسجد العفيف بالصالحية، وسمع المولد وشرب هو والشيخ علي وجماعته القهوة المتخذة من البن. قال ابن طولون: ولا أعلم أنها شربت في بلدنا هذه يعني دمشق قبل ذلك. قال: وكان عمي الشيخ جمال الدين بن طولون يقول بتحريمها. وقال: أمرها مشهور بمكة ولعلمائها مصنفات في حل شربها، وعدمه انتهى.
فلما وصل القاضي بديع إلى الروم، أعيد إليه قضاء جدة، ثم رجع فتوفي بمدينة بدليس، من أطراف ديار بكر وورد الخبر بموته، في صفر سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بجامع دمشق الأموي يوم الجمعة ثاني جمادى الأولى قال ابن طولون: وغلطوا في المنادى عليه، فقالوا: أنه توفي بآمد وقد قدمنا أنه توفي ببدليس.
[بدر الدين الرومي]
بدر الدين الرومي، المولى الطبيب الحنفي، الملقب بهدهد اشتغل وحصل وخدم في العلم المولى ابن المعرف، ثم رغب في الطب، وقرأ على الحكيم محيي الدين، ثم صار من جملة أطباء دار السلطنة، وكان ديناً خيراً عفيفاً صالحاً محباً إلى الناس، مات بعد الخمسين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[بركات بن الحجيج]
بركات ابن أبي بكر، بن محمد الشهير بابن الحجيج الصالحي الحنبلي، أخذ عن شيخ الإسلام الوالد وغيره.
[بركات ابن الحمصي]
بركات بن أبي بكر المجذوب، المعروف بابن الحمصي الشرايحي، من محلة ساحة بزي، من مدينة حلب قال ابن الحنبلي: مجذوب أشعث أغبر مكشوف الرأس، غير منتعل لا صيفاً ولا شتاءً، مهيب قد لزمه الجذب من صغره، وصار ديدنه ذم النفس، والدنيا والإكثار أن يقول: راح اليوم وجاء الغد، وربما كاشف قال: ووقع لي أنا معه أني كنت وراء الإمام في صلاة المغرب، فمر بين يدي الصفوف ذاهباً، فوقع في قلبي من الإنكار عليه حيث مر ولم يصل، فلما تمت الصلاة سمعته وهو بطرف الجامع