أبي اللطف، وتواجد وأخذته حاله فاحتضنه الصمادي، فأفاق، فلما انتهى الوقت تصافح المشايخ، فقال ابن أبي اللطف البكري: يا مولانا مولانا الشيخ محمد الصمادي في غاية ما يكون إلا أنه بخيل فقال البكري: سبحان الله كيف يكون بخيلاً، وقد بلغني أن له سفرة ووراداً يردون عليه، فلا يخرج أحد منهم حتى يضيفه فقال: يا مولانا: ما أردت هذا أردت أنه بخيل بالحال قال: وكيف فقال: يا مولانا لما احتبك الذكر رأيت الخليل عليه الصلاة والسلام، وقد خرجت روحانيته من الضريح، ودخل في الحلقة فلما احتضنني الشيخ لم أره فقال له الشيخ البكري: لقد أصاب الشيخ خاف عليك أن تجنب فردك إلى الصحو توفي - رحمه الله تعالى - بالقدس الشريف في أواخر صفر سنة ثلاثة وتسعين - بتقديم الياء - وتسعمائة، وهي السنة التي توفي فيها الشيخ إسماعيل النابلسي فقيل: مات مفتي دمشق، ومفتي القدس في سنة واحدة.
[محمد بن محمد الإعزازي]
محمد بن محمد بن محمد القاضي، أبو الجود الإعزازي ناب في القضاء باعزاز مراراً، وبحلب مرة، وولي الخطابة بجامع إعزاز، وكتب بخطه لنفسه ولغيره من الكتب المبسوطة ما يكاد يخرج عن طوق البشر من ذلك خمس نسخ من القاموس وعدة من نسخ الأنوار، وعدة نسخ من شرح البهجة، وشرح الروض، وكتاب البخاري وشرحه لابن حجر في كتب أخرى لا تحصى كثرة، وكتب نحو خمسين مصحفاً كل ذلك مع اشتغاله بالقضاء، ووقف نسخة من البخاري على طلبة إعزاز قبل وفاته وتوفي في سنة ثمان وستين وتسعمائة - رحمه الله تعالى - رحمة واسعة.
محمد بن محمد أحد الموالي الرومية محمد بن محمد بن محمد أحد الموالي الرومية وابن مفتيها المنلا أبي السعود، كان فاضلاً، بارعاً ترقى في المناصب حتى أعطي قضاء القضاة بدمشق سنة خمس وستين وتسعمائة، وأثنى عليه والد شيخنا. وقال كان سخياً ما دخل من الروم أسخى منه، وكان ودوداً مر بسوق الأساكفة غربي باب البريد، فوقفوا وشكوا إليه ما هم فيه من هم العوارض. فقال لهم علي جميع ما عليكم منها، فوزن العوارض عن الصفين الغربي والشرقي، ولم يسأل عن غنيهم ولا فقيرهم. قال والد شيخنا وأخبرني بمنزله بملأ من الناس أنه وزن خمسمائة دينار عن الفقراء في العوارض. قال وغيره أخبرني بأكثر من ذلك، وكانت صدقته في الطريق كثيرة. قال واجتمعت الخصال المحمودة فيه، ولم ينكر عليه سوى تناول اليسق يعني المحصول.