سفر بن جمال الدين بن محمد الرومي الأنكوري، الحنفي المجاور بجامع الزكي بحلب. قال ابن الحنبلي: كان معمراً أدرك الجلال الدواني، وتلمذ له وقيل: وسرى إليه طبعه في استعارة كتب الناس وإمساكها عليهم إلا أن أستاذه كان يمسكها على أربابها الجهلاء بمضامينها، فيأخذها منهم بطريق شرعي لا على أربابها مجاناً. قال: وكانت له دعوة عريضة في الهيئة والنجوم من غير يد طولى فيهما، وعبث بالكيمياء، انتهى، توفي إحدى وخمسين وتسعمائة.
[سليمان القادري]
سليمان الصواف الشيخ الصالح العارف بالله تعالى، والد الشيخ أحمد بن سليمان، كان قادرياً ولحق سيدي علي بن ميمون، وأخذ عن شيخ الإسلام الجد، وعده شيخ الإسلام الوالد ممن تلمذ لوالده من أولياء الله تعالى، وأخبرني ولده الشيخ أحمد أن ابن طولون كان يتردد إلى والده ويعتقده، وأنه كان عند والده مرة فتقدم رجل من الفقراء إلى الشيخ سليمان، وقال يا سيدي رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيته أسود اللون فقال الشيخ عبر رؤياك على مولانا الشيخ فقال له ابن طولون: يدل هذا المنام أن صاحبه على خلاف السنة، لأنه صلى الله عليه وسلم كان أبيض اللون، ولون السواد خلاف لونه فالرائي على خلاف سنته فقال الرجل الرائي: ما أنا على خلاف السنة، وما أعرف من نفسي إلا أني أكسل عن الصلاة في بعض الأوقات فاتركها فقال له الشيخ: يا سبحان الله وأي مخالفة للسنة أعظم من هذه المخالفة، فإن ترك الصلاة من أعظم الذنوب، ولها تأثير في سواد الوجه، وفي الحديث من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار، فمن ترك الصلاة اسود وجهه قال الشيخ أحمد فقال والدي: لا بد أن تتوب عن ترك الصلاة، وتصلي ما فاتك منها هذا معنى الحكاية، ولا ألتزم لفظها، وحدثني الشيخ أحمد أن والده توفي في سنة خمس وأربعين وتسعمائة.
[سليمان الرومي]
سليمان أحد موالي الروم ترقى في المدارس حتى درس بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، ومات وهو مدرسها، وكانت وفاته في مجلس غاص بالعلماء في وليمة الختان لأولاد السلطان سليمان سقط مغشياً عليه، فحمل إلى خيمته، فمات بها سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، وكان فاضلاً مشتغلاً بنفسه رحمه الله تعالى.