المظفري بسفح قاسيون، قال ابن طولون: كان مولده بمردا، ونشأ هناك إلى أن عمل ديواناً بها، ثم قدم دمشق، فقرأ القرآن بها على الشيخ شهاب الدين الذويب الحنبلي لبعض السبعة، وأخذ الحديث عن الجمال بن المبرد وغيره، وتفقه عليه، وعلى الشهاب العسكري على مذهب الحنابلة، وولي إمامة جامعهم بالسفح نيفاً وثلاثين سنة، وتوفي ليلة الجمعة سابع عشر المحرم سنة أربعين وتسعمائة فجأة بعد أن صلى المغرب بجامع الحنابلة، ودفن بصفة الدعاء أسفل الروضة بسفح قاسيون، وكانت له جنازة حافلة، وولي الإمامة بعده بالجامع المذكور الشيخ موسى الحجاوي.
[أحمد بن محمد بن حمادة]
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد، الشيخ الإمام العلامة الورع، الشيخ شهاب الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن القاضي جمال الدين الأنطاكي، الحلبي، الحنفي، المعروف بابن حمادة. ولد بأنطاكية سنة إحدى وسبعين - بتقديم السين - وثمانمائة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وتخرج في صنعة التوقيع بجده، وأخذ النحو والصرف عن الشيخ علاء الدين العدسي الأنطاكي، والمنطق والكلام والأصول على الشيخ المعمر الصالح الفاضل محي الدين بن محمد بن صالح بن لحام عرف بابن عرب الأنطاكي الحنفي. تلميذ قاضي زاده الرومي، ثم قدم حلب ولازم فيها البدر السيوفي،. واشتغل بالقراءات على الشيخ محمد الداديخي، وتعاطى صنعة الشهادة، ثم صار مدرساً في توسعة جامع الصروي بحلب، وحج وأجاز له بمكة المحدث عبد العزيز بن الحافظ نجم الدين بن فهد، وبالقاهرة قاضي القضاة زكريا، والشيخ العلامة شهاب الدين القسطلاني، ولم يزل مكباً على التدريس والتحديث والتكلم على الأحاديث النبوية بالعربي والتركي بالجامع المذكور، وعرض عليه تدريس السلطانية بحلب، فأعرض عنه لاطلاعه على ما كتب على بابها من اشتراط كون مدرسها شافعياً، وولي خطابة الجامع المذكور، ثم أعرض عنها لخطابة الجامع الكبير بإبرام قاضي حلب المولى محيي الدين بن قطب الدين، ثم لما ولي المذكور قضاء العساكر الأناظولية ضم له مع الخطابة تدريس الحلاوية والإفتاء بحلب، ثم حج ثانياً سنة تسع وأربعين وتسعمائة، فتحرك عليه وجع النقرس وهو بدمشق، وكان يعتريه أحياناً، واستمر حتى دخل المدينة، فخف عنه، ثم توفي أخراً منه، وذكر ابن طولون في