قاضي القضاة بدر الدين بن المزلق، الدمشقي، الشافعي والد الشيخ بدر الدين المتقدم ذكره في حرف الحاء المهملة. توفي يوم الخميس ثالث عشري رمضان سنة خمسين وتسعمائة، ودفن في تربتهم عند مسجد الذبان، وكانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى.
[يحيى بن الكيال]
يحيى بن إبراهيم بن قاسم، الشيخ الإمام، المحدث محيي الدين بن الكيال. سمع على والده في مسند الإمام أحمد، وباشر في الجامع الأموي، وكان له فيه قراءة حديث، وكان عنده حشمة، وذكره شيخ الإسلام والدي في تلاميذه. وقال: حضر بعض دروسي، وسمع علي جانباً كبيراً من البخاري نحو الثلث بقراءة الشيخ برهان الدين البقاعي، وأجزته. توفي الاثنين سلخ ذي القعدة سنة سبع وأربعين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
[يحيى الخجندي]
يحيى بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جلال الدين الخجندي المدني. قاضي الحنفية بالمدينة الشريفة، وإمامهم بها بالمحراب الشريف النبوي. كان عالماً عاملاً فاضلاً، عالي الإسناد، معمراً، ولي القضاء بغير سعي، ثم عزل عنه، فلم يطلبه، ثم عزل عن الإمامة، وكان معه ريعها، فصبر على لأواء المدينة مع كثرة أولاده وعياله، ثم توجه إلى القاهرة، فعظمه كافلها وعلماؤها، وأخرج له من جواليها شيئاً، وعرض له بحيث يستغني به عن القضاء، فقدم حلب، واجتمع بشيخ الإسلام الوالد وغيره، وكان اجتمع به حين حج بالمدينة سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، ثم قدم حلب في هذه المدة والسلطان سليمان بها سنة إحدى وستين وتسعمائة. قال ابن الحنبلي: كنت صحبته بالمدينة عابراً من الحج سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، وتبركت به، وأخبرني يومئذ أن جده الشيخ جلال الدين الخجندي الحنفي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. فقال له: أقم في المدينة فإنك تصلي علينا صلاة ما سمعنا أحداً يصليها علينا غيرك. أو كما قال فقال له الشيخ: ما هي. فقال: اللهم صل على سيدنا محمد صلاة أنت لها أهل، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد صلاة هو لها أهل.