للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشيخة الجقمقية داخل دمشق بالقرب من جامع الأموي، ودرس في الجامع المذكور وكان ساكناً يجيد تدريس المعقولات، وكان له يد طولى في إدراك علم النغمة، وله كتابة حسنة، وحوى كتباً نفيسة، وتوفي يوم الاثنين ثاني عشري ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وهو في حدود السبعين، وصلي عليه بالأموي وكان له جنازة حافلة حضرها طلبة العلم والأعيان والفقراء الأدبيون، ودفن في طرف تربة الفراديس من جهة الشمال عند ضريح سيدي منلا زين الدين.

[عثمان بن شيء لله]

عثمان بن عمر، الشيخ المعمر، الحلبي، الشافعي، المعروف بابن شيء لله. تفقه على الفخري عثمان الدي، والبرهاني فقيه اليشبكية بحسب ما أمكنه، وجود القرآن، وحج وانتفع به من كان لائقاً به من الطلبة، وتوفي سنة تسع - بتقديم التاء - وخمسين وتسعمائة رحمه الله تعالى.

[عثمان السنباطي]

عثمان الشيخ الإمام العلامة القاضي فخر الدين السنباطي الشافعي، أخذ عن القاضي زكريا، والبرهان بن أبي شريف، والكمال الطويل، وصحب الشيخ محمد النشاوي، وكان من العلماء العاملين، قليل الكلام، حسن الصمت، ولما ضرب القانون على القضاة عزل نفسه، وكان يقضي في بلاده احتساباً، وهو من هذه الطبقة.

[عرفة القيرواني]

عرفة القيرواني المغربي المالكي، الشيخ العارف بالله تعالى شيخ سيدي علي بن ميمون، وسيدي أحمد بن البيطار، من كراماته ما حكاه سيدي محمد ابن الشيخ علوان، في كتابه تحفة الحبيب أن سلطان المغرب قد حبسه، بنقل واش كاذب فوضعة في السجن، وقيده بالحديد، وكان الشيخ عرفة إذا حضر وقت الصلاة أشار إلى القيود، فتتساقط فيقوم ويصلي فقال له: بعض من كان معه في السجن إذا كان مثل هذا المقام لك عند الله، فلأي شيء ترضى ببقائك في السجن فقال: لا يكون خروج إلا في وقت معلوم، لم يحضر إلى الآن واستمر على حاله حتى رأى سلطان المغرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: عجل بإطلاق عرفة من السجن مكرماً، وإياك من التقصير تكن مغضوبا عليك، فإنه من أولياء الله تعالى، فلما أصبح أطلقه مكرماً مبجلا تأخرت وفاة سيدي عرفة إلى سنة ثمان وأربعين، أو قبلها وصلي عليه غائبة بدمشق في الأموي يوم الجمعة تاسع عشر المحرم سنة تسع وأربعين وتسعمائة رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>