المذكور، وأقام مدة في بيت سوار بقبر عاتكة، فاتفق أن الشيخ أحمد ابن الشيخ حسين بن سعد الدين. كان زائراً بالقرب من بيت سوار، فطلب منه بعض الناس أن يكتب له حجاجاً أو نشرة، فأخذ القلم ومده، فلم يمتد، فغمسه في الدواة، ثم أعاده، فلم يمتد فعل ذلك مراراً. فقال الشيخ أحمد: إن الموضع محظور. هل تعرفون بهذه الحارة أحداً من أهل الأحوال. فقيل له: نعم يا سيدي. الشيخ عز الدين بالقرب منك، فرمى القلم، ومشى إليه فزاره واستمد منه، ثم عاد فأخذ القلم، فمده فجرى في الحال. توفي الشيخ عز الدين في حدود الستين وتسعمائة، ودفن شمالي جامع مسلوت.
[عبد العلي الخراساني]
عبد العلي بن حسين بن محمد الخراساني الحنفي.
[عبد الغني الجمحي]
عبد الغني بن الجناب العجلوني الإربدي، الجمحي - بضم الجيم وسكون الميم، وبالحاء المهملة - نسبة إلى قرية جمحى قرية من قرى إربد. كان من أولياء الله تعالى، حسن الطريقة، صحيح العقيدة، ضابطاً للشريعة لا يتعداها، غاضاً بصره، كافاً لسانه. تردد إلى دمشق مراراً، وكان سيدي محمد بن عراق يجله ويعظمه. قال الشيخ موسى الكناوي: رأيت سيدي محمد بن عراق في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بقرية سقبا، فخلا بي في مكان على حدة، وسألني عن الشيخ عبد الغني. فقلت له: بلغني أنه قاصد زيارتك في جمع من فقراء تلك البلاد. فقال: متى يكون ذلك. وإني لمشتاق إليه ثم بعد أيام حضر ومضى لزيارة سيدي محمد بن عراق إلى داريا في حرم سيدي أبي سليمان الداراني، وبتنا هناك ليلة أو ليلتين قال وسكن الشيخ عبد الغني بدمشق في سنة ست أو خمس وثلاثين وتسعمائة، ومكث بها نحو ثلاث سنين، فكان يقرىء الأطفال بالترابية بالمزار، ثم تركها وأقرأهم بالتوريزية بقبر عاتكة قال: وحضر مرة في أيام الباشا سنان الطواشي ليشفع في حريم من أهل تلك البلاد الماكس الأمير طرباي الحارثي قال: فاضفته هو وأصحابه، فلما أراد المضي إلى الباشا قال: لأصحابه انظروا واسمعوا ما أقول لكم فقوموا معي عنده، ولا يتكلم أحد منكم بكلمة، ولا ينظر بطرفه إلى هذا الظالم، فامتثلوا أمره، وقضيت حاجته، وكتب له مرسوماً به، وخرسه عنهم وذكر الشيخ موسى أيضاً أن الشيخ عبد الغني قال له: في يوم جمعة أركب بنا نسلم على الشيخ تقي الدين البلاطنسي، ففي الطريق قال له: إياك أن تقول له هذا