وكتب إليه الشيخ محمد بن هلال:
بلغت العلى بالأصل في الأب والجد ... ونلت المنى بالفضل في الجود والجد
وقفت على الأقران فضلاً وسؤدداً ... وحزت جميل الذكر بالفخر والمجد
ولا سيما من آل فرفور التي ... فضائلهم في الكون جلت عن الحد
فوالدك المولى الذي شاع ذكره ... وفي عصره قد كان كالعلم الفرد
وقاضي قضاة الدولتين وبابه ... ولا فخر لكن ليس في ذاك من رد
وأنت الذي أحييت ذكراه في الورى ... لهمتك العلياء في الزمن الجعد
أخذت نصيباً من تراث فضائل ... يقصر عن تعريفها القول بالحد
فضائل شتى للفواضل جانست ... لذلك شعري جانس المدح بالحمد
ولكنني قصرت فاعف تكرماً ... وقدرة مثلي لا تعيد ولا تبدي
وإن سمحت بالفضل منك شمائل ... فمختصر التلخيص عارية عندي
فضائل شتى للفواضل جانست ... لذلك شعري جانس المدح بالحمد
ولكنني قصرت فاعف تكرماً ... وقدرة مثلي لا تعيد ولا تبدي
وإن سمحت بالفضل منك شمائل ... فمختصر التلخيص عارية عندي
دعت لي الحاجة فلك البقا ... فهذا مرادي ليس إلا وذا قصدي
فلا زلت في عز ورفعة منزل ... وترقى لأعلى منزل العز والسعد
فأرسل إليه الكتاب، وأرسل معه هذين البيتين:
بعثت لك التلخيص في شرحه على ... يدي صالح قد فاق بالفضل والزهد
فلا زلت شمس الدين تبدي فضائلاً ... تفوق الورى بالفضل والمجد والجد
توفي القاضي عبد الرحمن في يوم الإثنين سادس عشري رجب سنة أثنتين وتسعين بتقديم التاء المثناة وتسعمائة، ودفن بتربة والده وجده جوار ضريح سيدي الشيخ أرسلان عن ولدين نجيبين محمد جلبي، وجمال الدين جلبي لم يعمرا بعده إلا قليلاً، وتقدمت ترجماتهما.
[عبد الرحمن الصيداوي]
عبد الرحمن بن إبراهيم، الشيخ العلامة الأصيل زين الدين أبو اللطف الصيداوي، الشافعي، الشهير بابن صارم الدين نزيل الصالحية بدمشق. كان فقيهاً، محدثاً، صوفياً، أشعري العقيدة. ولد سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وأخذ عن شيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد ابن شيخ الإسلام شهاب الدين الشبلي، وعن علامة الأنام عمر ابن الشيخ علي بن تقي الدين القرشي المقدسي، وعن ابن طولون، والشيخ موسى الحجازي وأجازه ابن كسباي سنة ثلاث وسبعين، وأشار أنه مات شهيداً، وتوفي بطريق مكة سنة سبع وسبعين بتقديم السين فيهما وتسعمائة تقريباً رحمه الله.