من المقروء والمسموع طراً ... وما ألفت من كتب قليله
ومالي من مجاز عن شيوخي ... من الكتب القصيرة والطويله
وأرجو الله يختم لي بخير ... ويرحمني برحمته الجزيله
كتب الشيخ جار الله بن فهد المكي إلى الشيخ شمس الدين بن طولون في سنة تسع وثلاثين وتسعمائة أنه اجتمع بصاحب الترجمة في سنة أربع عشرة وتسعمائة في رحلته إلى اليمن، وأخذ عنه، وكتب إليه أن صاحب الترجمة توفي في سابع عشري رجب الحرام سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه بمسجد الأشاعرة، ودفن بتربة باب سهام عند قبة الشيخ إسماعيل الجبرتي، وخلف ولده علي يقرأ الحديث عوضه في جامع زبيد الكبير.
[عبد الرحمن الحسيني]
عبد الرحمن بن يوسف بن الحسين المولى العالم، الصالح الكامل الحسيني، الرومي أحد الموالي الرومية. ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة، وقرأ في شبابه على المولى محيي الدين محمد الساموني، ثم على المولى قطب الدين، ثم على المولى على الفناري، ثم على المولى علي اليكاني، وكان مقبولاً عند هؤلاء الموالي، ثم صار مدرساً بمدرسة جند يكن بمدينة بروسا، وكان بارعاً في العلوم العقلية، مشاركاً في غيرها من العلوم، محققاً، مدققاً، زاهداً ورعاً، راضياً من العيش بالقليل، ثم غلب عليه الانقطاع بعد، والتوجه إلى الحق عن الخلق، فترك التدريس المذكور، وعين له كل يوم خمسة عشر عثمانياً، فقنع بها، ولم يقبل الزيادة عليها، ولازم الاشتغال بالله، وانقطع بمدينة بروسا، ولحقته في بداءة جذبه الإلهية، وساح في الجبال، فكان يجد فيها ما يسد جوعته، وربما وجد الخبز بين الأشجار، وآثر محبة الأولياء والصالحين، وحكى عن نفسه أنه مرض في مدينة أدرنة، وهو ساكن في بيت وحده، وليس عنده أحد، فكان في كل ليلة ينشق له الجدار، ويخرج له منه رجل يمرضه، ثم يذهب، فلما برأ من المرض قال له الرجل: لا أجيء إليك بعد هذا. قال: فقلت له: من أنت. قال: إذا أردت أن تعرفني، فاخرج من المدينة، واذهب مع المسافرين تجدني قال: فخرجت من المدينة بعد أيام مع بعض أهل القرى، فقال بعضهم في الطريق: إن ههنا قرية لطيفة الهواء فيها رجل يعرف بالعالم الأسود، فعرفت أن الرجل هو ذاك. قال: فتوجهت إلى تلك القرية، فتلقاني ذلك الرجل، وهو يضحك، فإذا هو الرجل الذي كان يجيء إلي في المرض، فأقمت عنده ذلك اليوم، فلما جاء وقت العصر أردنا أن