للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأصاب الشام ما حل بها ... سنة الله التي قد بدعا

توفي الشيخ أبو الفضل بن أبي اللطف في نهار الأحد قبل الظهر خامس عشر صفر سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وحملت جنازته على الرؤوس، وصلي عليه مرتين مرة في محلته بميدان الحصا، ومرة بجامع المصلى، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من ضريح سيدي الشيخ نصر المقدسي تجاه قبر معاوية - رضي الله تعالى - عنه إلى جانب قبر التغلبي خطيب جامع دمشق في عصره. قال الشيخ يونس: ولما رجعنا من جنازته توجهت مع شيخنا البلاطنسي إلى زيارة قبر الشيخ تقي الدين ابن قاضي عجلون، والشيخ زين الدين بن خطاب، وأنشدني ما أنشده الشيخ نجم الدين ابن قاضي عجلون لما رجعوا من جنازة الشيخ زين الدين خطاب هذا البيت:

واعجباً من عجب يا قومي ... ميت غد يحمل ميت اليوم

[علي بن دغيم البابي الحلبي الحنبلي]

علي بن محمد بن عثمان بن إسماعيل، الشيخ علاء الدين ابن قاضي القضاة شمس الدين البابي، الحلبي، الحنبلي، المعروف بابن الدغيم قال ابن الحنبلي: ولي تدريس الحنابلة بجامع حلب، وكان هيناً لينا، صبوراً على الأذى، مزوحاً قال: وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، ودفن بجوار مقابر الصالحين بوصية منه. قال: وكان آخر حنبلي بقي بمدنية حلب من أهلها.

[علي بن محمد البكري]

علي بن محمد ابن الشيخ الإمام العلامة، نادرة الزمان، وأعجوبة الدهر، الفقيه، المحدث، الأستاذ الصوفي أبو الحسن ابن القاضي جلال الدين البكري. أخذ الفقه والعلوم عن القاضي زكريا، والبرهان بن أبي شريف وغيرهما، وأخذ التصوف عن شيخ الإسلام رضي الدين الغزي جدي، وبلغني أن القطب الكبير سيدي عبد القادر الدشطوطي، كان من معتقديه والد الشيخ أبي الحسن القاضي جلال الدين، وكان قد انكسر عليه مال للغوري جزيل، وكان الغوري عسوفاً، فطالب القاضي جلال الدين بالمال، وأراد أن يعاقبه عليه، فجاء القاضي جلال الدين إلى سيدي عبد القادر، وشكى إليه أمر

<<  <  ج: ص:  >  >>